لست جبانا وركب فرسه وأغار على جيش علي عليه السلام فعرف علي عليه السلام أنه هجوم لإثبات الشجاعة! فأمر الجيش أن يفتحوا له الطريق ولا يقاتلوه، فشق الزبير الجيش وأكمل طريقه عائدا إلى المدينة! وخسرت عائشة به ركنا من أركانها، ولكنها تعزت بولده عبد الله، فهو أشد بغضا لعلي وبني هاشم!
وفي صباح نفس اليوم وقبل نشوب المعركة أنهد الركن الثاني لعائشة، حيث بادر مروان إلى تنفيذ خطته في قتل طلحة! قال ابن سعد في الطبقات: 3 / 223: (عن محمد بن سيرين أن مروان اعترض طلحة لما جال الناس بسهم فأصابه فقتله.... عن عبد الملك بن مروان يقول: لولا أن أمير المؤمنين مروان أخبرني أنه هو الذي قتل طلحة ما تركت من ولد طلحة أحدا إلا قتلته بعثمان بن عفان)!
وفي أحاديث عائشة للعسكري: 1 / 228: (وروى ابن أعثم تفصيل قتل طلحة هكذا قال: قال مروان لغلامه: إني لأعجب من طلحة فإنه لم يكن أشد منه على عثمان، فقد كان يحرض أعداءه ويسعى حثيثا في إراقة دمه، واليوم جاء يطلب ثاره! أريد أن أرميه وأريح المسلمين من شره، فلو تقدمت أمامي وحجبتني كي لا أرى فيعلم أني رميته، فأنت حر، ففعل، فأخرج مروان سهما مسموما من كنانته فرماه فشك قدمه إلى ركابه. فقال طلحة لغلامه: فخذني إلى الظل فقال: لا أرى ها هنا ظلا، فقال طلحة: سبحان الله! لا أرى في قريش اليوم أضيع دما مني)!
* *