والله علي بن أبي طالب! قال فارتحلوا وشتموني، فانصرفت فما سرت إلا قليلا وإذا أنا بعلي وركب معه نحو من ثلاثمائة، فقال لي علي: يا أيها الراكب، فأتيته، فقال: أين أتيت الظعينة؟ قلت في مكان كذا وكذا وهذه ناقتها وبعتهم جملي. قال: وقد ركبته؟ قلت: نعم وسرت معهم حتى أتينا ماء الحوأب فنبحت عليها كلابها فقالت كذا وكذا! فلما رأيت اختلاط أمرهم انفلت وارتحلوا)! انتهى.
وفي الكافئة في رد توبة الخاطئة ص 18: (كتبت أم الفضل بنت الحارث مع عطاء مولى ابن عباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام بنفير طلحة والزبير وعائشة من مكة بمن نفر معهم من الناس، فلما وقف أمير المؤمنين عليه السلام على الكتاب قال محمد بن أبي بكر: ما للذين أوردوا ثم أصدروا، غداة الحساب من نجاة ولا عذر.
ثم نودي من مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله الصلاة جامعة، فخرج الناس وخرج أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله قلنا: نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأوليائه وأحق الخلق به، لا ننازع حقه وسلطانه، فبينما نحن كذلك إذ نفر المنافقون وانتزعوا سلطان نبينا منا وولوه غيرنا. فبكت والله لذلك العيون والقلوب منا جميعا معا، وخشنت له الصدور، وجزعت النفوس منا جزعا أرغم. وأيم الله لولا مخافتي الفرقة بين المسلمين، وأن يعود أكثرهم إلى الكفر ويعور الدين، لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا.
وقد بايعتموني الآن وبايعني هذان الرجلان طلحة والزبير على الطوع منهما ومنكم والإيثار، ثم نهضا يريدان البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما لغشهما لهذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة. ثم قال: انفروا رحمكم الله في طلب هذين الناكثين القاسطين الباغيين، قبل أن يفوت تدارك ما جنياه).
وفي الكافئة: ص 19: (لما اتصل بأمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد سارت