عائشة وطلحة والزبير كل منهما يدعي الخلافة دون صاحبه! ولا يدعي طلحة الخلافة إلا أنه ابن عم عائشة، ولا يدعيها الزبير إلا أنه صهر أبيها! والله لئن ظفرا بما يريدان ليضربن الزبير عنق طلحة، وليضربن طلحة عنق الزبير، ينازع هذا على الملك هذا! ولقد علمت والله أن الراكبة الجمل لا تحل عقدة ولا تسير عقبة ولا تنزل منزلة إلا إلى معصية الله حتى تورد نفسها ومن معها موردا يقتل ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجع ثلثهم! والله إن طلحة والزبير ليعلمان أنهما مخطئان وما يجهلان، ولرب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه. والله لتنبحنها كلاب الحوأب! فهل يعتبر معتبر ويتفكر متفكر، لقد قامت الفئة الباغية فأين المحسنون؟ مالي ولقريش! أما والله لأقتلنهم كافرين، ولأقتلنهم مفتونين، وإني لصاحبهم بالأمس ومالنا إليها من ذنب غير أنا خيرنا عليها فأدخلنا هم في خيرنا! أما والله لا أترك الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته إن شاء الله، فلتضج مني قريش ضجيحا)!
وفي مناقب آل أبي طالب: 2 / 336: (ذكر ابن الأعثم في الفتوح، والماوردي في أعلام النبوة، وشيرويه في الفردوس، وأبو يعلى في المسند، وابن مردويه في فضايل أمير المؤمنين، والموفق في الأربعين، وشعبة، والشعبي، وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم، والبلاذري والطبري في تاريخهما: أن عائشة لما سمعت نباح الكلاب قالت أي ماء هذا؟ فقالوا الحوأب، قالت إنا لله وإنا إليه راجعون، إني لهيه! قد سمعت رسول الله (ص) وعنده نساؤه يقول: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ وفي رواية الماوردي: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب، يقتل من يمينها ويسارها قتلى كثير، وتنجو بعد ما كاد تقتل؟!
فلما نزلت الخريبة قصدهم عثمان بن حنيف (حاكم البصرة من قبل علي عليه السلام) وحاربهم، فتداعوا إلى الصلح، فكتبوا بينهم كتابا أن لعثمان دار الإمارة وبيت المال والمسجد إلى أن يصل إليهم علي. فقال طلحة لأصحابه في السر: والله لئن