قميص رسول الله (ص) لم يبل وقد بليت سنته! اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا.
ثم إن عائشة ذهبت إلى مكة، فلما قضت حجها وقربت من المدينة أخبرت بقتل عثمان فقالت: ثم ماذا؟ فقالوا: بايع الناس علي بن أبي طالب، فقالت عائشة: قتل عثمان والله مظلوما وأنا طالبة بدمه، والله ليوم من عثمان خير من علي الدهر كله!! فقال لها عبيد بن أم كلاب: ولم تقولين ذلك، فوالله ما أظن أن بين السماء والأرض أحدا في هذا اليوم أكرم على الله من علي بن أبي طالب، فلم تكرهين ولايته؟ ألم تكوني تحرضين الناس على قتله فقلت: اقتلوا النعثل فقد كفر؟!
فقالت عائشة: لقد قلت ذلك، ثم رجعت عما قلت! وذلك أنكم أسلمتموه حتى إذا جعلتموه في القبضة قتلتموه، والله لأطلبن بدمه!
فقال عبيد بن أم كلاب: هذا والله تخليط يا أم المؤمنين). انتهى.
وينبغي الإشارة إلى أن الفخر الرازي من ذرية أبي بكر، فعائشة عمته!
وفي شرح النهج: 6 / 215: (وروى المدائني في كتاب الجمل، قال: لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بسراف، فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر، وقالت: بعدا لنعثل وسحقا! إيه ذا الإصبع! إيه أبا شبل! إيه يا ابن عم! لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حثوا الإبل ودعدعوها.
قال: وقد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال، وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره، ثم فسد أمره فدفعها إلى علي بن أبي طالب!
وقال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه: إن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول: إيه ذا الإصبع لله أبوك! أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا. فلما انتهت إلى سراف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي، فقالت له: ما عندك؟ قال: قتل عثمان، قالت: ثم ماذا؟ قال: ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار، بايعوا عليا، فقالت: لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن