ألف دينار وأعطى طلحة أربعين ألف دينار، فتجهزوا وأعطوا من خف معهم)!
ويعلى ابن أمية ويقال له ابن منية وهي أمه، وهو تميمي حليف لبني أمية، كان عاملا لعمر وعثمان على اليمن، وهو من رجال البخاري) (التاريخ الكبير: 8 / 255) ويظهر أن تمويله لحرب الجمل كان أساسيا، وقد يكون كله عن طريق طلحة!
فقد قال علي عليه السلام في العهد الذي كتبه ليقرأ على المسلمين كل جمعة: (وأعانهم علي يعلى بن منية بأصوع الدنانير، والله لئن استقام أمري لأجعلن ماله فيئا للمسلمين)! (نهج السعادة: 5 / 194) وينبغي أن تعرف أن القوة الشرائية للدرهم أن الشاة كانت في عصر النبي صلى الله عليه وآله بخمسة دراهم، فالأربعون شاة في الزكاة تقابل مئتي درهم. (تذكرة الفقهاء: 2 / 208، ومبسوط السرخسي: 2 / 150). وفي أعلام النبلاء: 2 / 320: (أن عمر وجه عثمان بن حنيف على خراج السواد، ورزقه كل يوم ربع شاة وخمسة دراهم). فراتب الوالي على خراج العراق ألف وخمس مئة درهم، مع ربع ذبيحة يوميا لعائلته وضيوفه.
وقد استمرت هذه القوة الشرائية إلى القرن الثالث، فقد جاء في الطبري: 8 / 166 في قصة هجوم الخليفة العباسي على بني شيبان في الموصل: (فأوقع بهم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم خلق كثير في الزابين، وأخذ النساء والذراري، وغنم أهل العسكر من أموالهم ما أعجزهم حمله، وأخذ من غنمهم وإبلهم ما كثر في أيدي الناس، حتى بيعت الشاة بدرهم، والجمل بخمسة دراهم!). انتهى.
يقصد أن هذا السعر غير العادي كان بسبب كثرة الغنائم، وإلا فمعدل ثمن الشاة خمسة دراهم، والجمل مئة درهم، فهو معدل ثابت من زمن النبي صلى الله عليه وآله، وقد ينقص الثمن عنه أو يزيد تبعا لجودة السلعة، ورغبة المشتري، والظرف الطارئ. (راجع البخاري: 3 / 15، وفتح الباري: 5 / 234، وكنز العمال: 6 / 573).
أما ثمن جمل عائشة فكان استثنائيا أكثر من ألف درهم، كما سيأتي!