وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء)!!
وترى الخسارات العظمى التي أوقعوها بالإسلام والأمة والعالم، بإبعادهم عليا عن الخلافة: (والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله صلى الله عليه وآله لا عتلقه، ولسار بهم سيرا سجحا، لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطانا قد تخير لهم الري غير متحل منه بطائل، إلا بغمر الماء وردعة سورة الساغب، ولفتحت عليهم بركات السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون)!
وقد سخرت الزهراء عليها السلام من منطقهم القبلي الذي برروا فيه اختيارهم لأبي بكر فقالت: (ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب... إلى أي سناد استندوا، وبأية عروة تمسكوا، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون وقد بلغت قضيتها المدى، عندما دعت الأنصار علنا في خطبتها القاصعة إلى نصرتها ومقاومة سقيفة قريش وخليفتها بقوة السلاح، وإلا فهم ناكثون لبيعتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يحموه ويحموا عترته، ولا ينازعوا الأمر أهله الشرعيين! فقد قالت لهم صراحة:
(إيها بني قيلة! أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع، تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة، وأنتم ذووا العدد والعدة، والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجنة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون...)!!
ثم عرفتهم فداحة ما حدث، وأنذرتهم غب ما عملوا فقالت: (أما لعمري والله لقد لقحت، فنظرة ريثما ننتجوا، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا، وزعافا ممقرا،