رسول الله (ص): ولكن حمزة لا بواكي له! قال ثم نام فاستنبه وهن يبكين، قال: فهن اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة). انتهى.
وفي مسند ابن راهويه: 2 / 599: (فقال رسول الله (ص): لكن حمزة لا بواكي له! قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة، فجعلت عائشة تبكي معهن، فنام رسول الله (ص) فاستيقظ عند المغرب، فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله (ص) العشاء الآخرة فصلى العشاء، ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله ونحن نبكي، فقال: ألا أراهن يبكين حتى الآن؟ مروهن فليرجعن، ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن). انتهى.
لكن رواة السلطة حرفوا هذا الحديث ووضعوا فيه أن النبي صلى الله عليه وآله عامل نساء الأنصار بفظاظة وسوء خلق! مع أنهن جئن من أجله، وأقمن مجلس النياحة على عمه أمام باب داره ومسجده! ففي مسند أحمد: 2 / 84، عن عبد الله بن عمر أيضا! (أن رسول الله (ص) لما رجع من أحد سمع نساء الأنصار يبكين على أزواجهن فقال: لكن حمزة لا بواكي له، فبلغ ذلك نساء الأنصار فجئن يبكين على حمزة، قال فانتبه رسول الله (ص) من الليل فسمعهن وهن يبكين فقال: ويحهن لم يزلن يبكين بعد منذ الليلة؟! مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم)! انتهى.
ولا يمكن لعاقل أن يقبل أنه صلى الله عليه وآله خرب مجلسهن أو أنهاه بهذه الفظاظة، فوبخهن على تطويل النياحة، ثم نهاهن عن البكاء على أي ميت!!
والخلاصة، أن هذا الحديث العمري لم ينفع في منع مجلس فاطمة عليها السلام، لكن يبدو أنها نقلته بعد المسجد إلى دارها!
وربما كان مجلسها في الفترة الأولى لوفاة النبي صلى الله عليه وآله صباحا ومساءا، وبعد انتهاء المجالس في أحياء الأنصار، كان هو المجلس الوحيد الذي تقصده نساء