رسول الله إذ لم تجب ابنة محمد صلى الله عليه وآله! قال وخرجت فاطمة من عنده وهي تقول: والله لا أكلمك كلمة حتى أجتمع أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم انصرفت)!
أقول: قولها عليها السلام لا نازعتك الفصيح من رأسي: معناه لا كلمتك كل عمري.
ولعل معاذا كان يراجع حسابه في خذلانه لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله في هذه الرواية التي روتها مصادرهم وصححوها، وهي أن عمر رآه عند قبر النبي يبكي فقال له: (ما يبكيك يا معاذ؟ قال: يبكيني شئ سمعته من صاحب هذا القبر! قال: وما سمعته؟ قال: سمعته يقول: إن اليسير من الرياء شرك، وإن من عادى ولي الله فقد بارز الله تعالى بالمحاربة، وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعدوا ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة). (الحاكم: 4 / 328، وصححه، والكبير للطبراني: 20 / 154، ومسند الشهاب: 2 / 148، و 252).
وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 29: (وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله (ص) على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به، فيقول علي كرم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله (ص) في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟! فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم).
وفي الخصال للصدوق ص 173: (قالت سيدة النسوان فاطمة عليها السلام لما منعت فدك وخاطبت الأنصار فقالوا: يا بنت محمد لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحدا، فقالت: وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذرا)!
* *