كما زادوا في طنبور تعنتهم هذه السنة نغمات، فعاقبوا الناس على البكاء عند زيارة قبر البني صلى الله عليه وآله أو أحد القبور ومنعوهم منه! والبكاء أمر قهري اضطراري لا يعاقب الله عليه، ولا يتعلق به تكليف لاشتراط التكليف بالقدرة عقلا ونقلا ومنعوا من القراءة في كتاب حال الزيارة، ومن إطالة الوقوف! فمن رأوا في يده كتاب زيارة أخذوه منه ومزقوه أو أحرقوه وضربوا صاحبه وأهانوه! ومن أطال الوقوف طردوه وضربوه!
حدثني بعض الحجاج الثقات أنه تحيل لقراءة الزيارة من الكتاب بأن فصل أوراقا منه وجعلها في القرآن وجلس يظهر قراءة القرآن ويزور، فاتفق أنه أشار غفلة بالسلام نحو قبر النبي صلى الله عليه وآله فدفعوه حتى أخرجوه من المسجد، وأخذوا تلك الأوراق ومزقوها! وأمثال هذا مما صدر منهم في حق الحجاج في مسجدي مكة والمدينة ومسجد الخيف والبقيع وغيرها، مما سمعناه متواترا من الحجاج، كثير يطول الكلام بنقله)!! انتهى.
وقد أورد السيد مهدي الروحاني في كتابه في أحاديث أهل البيت عليهم السلام: 1 / 548، تحت عنوان: باب زيارة فاطمة عليها السلام قبر عمها حمزة رحمه الله مجموعة مصادر سنية روت ذلك، منها مصنف عبد الرزاق: 3 / 572 وص 574، وفيه: (كانت تأتي قبر حمزة وكانت قد وضعت عليه علما) وطبقات ابن سعد: 3 / 19، وتاريخ المدينة: 1 / 132، وفيهما: (ترمه وتصلحه). ونوادر الترمذي ص 24، وفيه (في كل عام فترمه وتصلحه) (وفي نسختنا: 1 / 126)، والحاكم: 3 / 28، وفيه (في الأيام فتصلي وتبكي عنده. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه). وإحياء الغزالي: 4 / 474 (وفي نسختنا: 4 / 490)، وسنن البيهقي: 4 / 78، وفيه: (كل جمعة فتصلي وتبكي عنده). انتهى.
راجع أيضا: التمهيد لابن عبد البر: 3 / 234: وفيه: (كل جمعة وعلمته بصخرة). وشرح الزرقاني: 3 / 101، ودراري الشوكاني ص 197، وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 412، وأنساب الأشراف للبلاذري ص 1080. ومن مصادرنا: دعائم الإسلام: 1 / 239، وكفاية الأثر ص 198).