أما قول الهيثمي: (قال أبو حاتم منكر الحديث) فهو خطأ أو كذب! لأن أبا حاتم وثق ابن حبيب بنص الذهبي في ميزان الاعتدال: 4 / 320 قال: (فوثقه أبو حاتم). وفي تهذيب التهذيب: 11 / 81: أن أبا عوانة وثقه وقال: (قال لي شعبة: إلزم الهيثم الصيرفي. وقال الأثرم: أثنى عليه أحمد وقال: ما أحسن أحاديثه وأسد استقامتها، ليس كما يروي عنه أصحاب الرأي. وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: الهيثم بن حبيب الصراف ثقة. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة في الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات). انتهى. وكذا في تهذيب الكمال: 30 / 369، وفي سؤالات الآجري لأبي داود: 1 / 191: سألت أبا داود عن الهيثم بن حبيب، قلت: يتقدم عبد الملك بن حبيب؟ قال: نعم. وقد روى شعبة عنهما. وفي شرح مسند أبي حنيفة للقاري ص 398: الهيثم بن حبيب الصرفي أحد التابعين الأجلاء).
لكن لا تعجب من هرب إمامهم الذهبي الشر كسي من هذا الحديث وهجومه عليه وارتكابه الكذب من أجله، ولا من حذوهم حذوه وتغطيتهم عليه! لأن نص الحديث ثقيل على أعصابهم وأعصاب بطون قريش، مع أنهم حذفوا منه ذكر بقية الأئمة الاثني عشر عليهم السلام! وهذا نصه من مجمع الزوائد:
(عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال دخلت على رسول الله (ص) في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه، قال فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله (ص) طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت أخشى الضيعة بعدك! فقال: يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلى أن أنكحك إياه! يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تعطى أحدا بعدنا: أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله، وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك،