فقال بعضهم لبعض قد عرفتم ان عيسى " ع " إلهه الذي يعبد وأن نبيكم جائكم بأنه عبد وان ما يقولون هو الباطل فماذا تقولون؟ قال جعفر " ع " تقول والله فيه ما قال الله تعالى وما جاء به نبيا صلى الله عليه وآله كائن في ذلك ما هو كائن فلما دخلوا عليه قال لهم: ماذا تقولون في عيسى بن مريم فقال جعفر " ع " نقول فيه ما جاء به نبيا صلى الله عليه وآله انه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فاخذ منها عودا فقال ما عدا عيسى بن مريم ما تقول مثل هذا العود ردوا عليهما هداياهما فخرجا خائنين وقال للمسلمين مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد انه رسول الله وانه الذي بشر به عيسى ولولا ما انا فيه من الملك لأتينه حتى اقبل نعله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون قال جعفر: فلما جاهر رسول الله وخرج إلى المدينة وظهر بها أتيناه فقلنا ان صاحبنا قد خرج إلى المدينة فظهر بها وقتل الذي كنا حدثناك عنهم وقد أردنا الرحيل فزودنا وحملنا ثم قال: بلغ صاحبك ما صنعت إليكم وهذا صاحبي معكم وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وقل له يستغفر لي قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة فتلقانا رسول الله صلى الله عليه وآله فاعتنقي ثم قال:
ما أدرى أسر انا بفتح خيبر أم أفرح بقدوم جعفر ووافق ذلك فتح خيبر ثم جلس فقام رسول النجاشي فقال: هذا جعفر فاسأله ما صنع به صاحبنا فقال لهم ما فعل بكم؟ فقالوا ما فعل زودنا وحملنا وشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله (ص) وقال: قل له يستغفر لي فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات فقال: اللهم اغفر للنجاشي فقال المسلمون آمين قال جعفر فقلت للرسول وأخبر صاحبك بما قد رأيت عن النبي صلى الله عليه وآله.
وروى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق " ع " أنه قال: لقد كاد عمرو بن العاص عمنا جعفر بأرض الحبشة عند النجاشي وعند كثير من رعيته