الشيخ أبو على الحسن بن محمد الطوسي في أماليه عن علي " ع " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله احفظوني في عمى العباس فإنه بقيه آبائي.
وأخرج الترمذي عن عبد المطلب بن ربيعه بن الحرث بن عبد المطلب ان العباس دخل يوما على رسول الله صلى الله عليه وآله مغضبا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ما أغضبك فقال يا رسول الله أرى قوما من قريش يتلاقون بينهم بوجوه مسفرة فإذا لقونا لقونا بغير ذلك فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى احمر وجهه ثم قال والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل ايمان حتى يحبكم: يا أيها الناس من أذى عمى فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه واختلف أهل التواريخ في مبدأ اسلامه، فقال بعضهم كان اسلامه قديما وكان يكتم ايمانه واسلامه وخرج مع المشركين يوم بدر فقال رسول صلى الله عليه وآله من لقى العباس فلا يقتله فإنه خرج مستكرها، وقيل إنه أسلم يوم فتح خيبر وكان يكتم اسلامه ويسره ما يفتح على المسلمين وأظهر اسلامه يوم فتح خيبر وشهد حنينا والطائف وتبوك وقيل إن اسلامه كان قبل يوم بدر وكان يكتب بأخبار المشركين إلى النبي صلى الله عليه وآله وكان المسلمون بمكة يتقون به وكان يحب القدوم على رسول الله صلى الله عليه وآله فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ان مقامك بمكة خير لك.
وعن شرحبيل بن سعد قال: لما بشر أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وآله بإسلام العباس بن عبد المطلب أعتقه. وقيل إنه أسلم يوم بدر ولا خلاف انه كان في الأسرى يوم بدر أسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري وكان أبو اليسر رجلا صغير الجثة وكان العباس رجلا عظيما قويا فقال النبي صلى الله عليه وآله لأبي اليسر كيف أسرته قال: أعانني رجل ما رأيته قبل ذلك ولا بعده فقال لقد أعانك عليه ملك كريم.
فلما أمسى القوم والأسارى محبوسون في الوثاق وفيهم العباس بات رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة ساهرا فقال له بعض أصحابه ما يسهرك يا رسول الله قال