فهو عبد الله، واما البطن فهي آمنة وأما الحجر فهو أبو طالب.
واخرج تمام الخبر الرازي في فوائده عن ابن عمر قال: قال رسول صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمى أبى طالب وأخ لي كان في الجاهلية أورده المحب الطبري في (ذخائر العقبى) قال السيوطي في (المسالك) وقد ورد هذا الحديث من طريق آخر عن ابن عباس أخرجه أبو نعيم وفيه التصريح بأن الأخ من الرضاعة وأخرج الشيخ عبد الوهاب الشعراني حديثا بأن الله تعالى أحيى أبا طالب " ع " للنبي صلى الله عليه وآله انتهى. وانما نقلنا هذا الكلام على هذا الوجه ليعلم ان محققي الصوفية وافقونا على اسلامه أيضا فان قلت هبكم أجمعتم على اسلامه وإيمانه فكيف قلتم بتشيعه وذكرتموه في طبقات الشيعة.
قلت إن النبي صلى الله عليه وآله قد أخبر عشيرته في حياته ان عليا وصيه وخليفته بمحضر من أبى طالب وغيره من بنى عبد المطلب فأذعن له أبو طالب " ع ".
روى الثعلبي في تفسيره وغيره مسندا إلى البراء قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس فأمر عليا " ع " ان يذبح شاة فأدمها ثم قال صلى الله عليه وآله ادنوا باسم الله فدنى القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعى بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم اشربوا باسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبي صلى الله عليه وآله فلم يتكلم يومئذ ثم دعاهم من العد على مثل ذلك الطعام والشراب ثم أنذرهم صلى الله عليه وآله فقال يا بنى عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير جئتكم بما لم يجئ به أحد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا من يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي وخليفتي في أهلي ويقضى ديني فسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول على " ع " أنا فقال صلى الله عليه وآله أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب " ع " أطع ابنك فقد أمر عليك.