من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويستقيم به الإحسان والنعم ان عد أهل الندى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم لا يستطيع مجار بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وان كرموا بيوتهم من قريش يستضاء بها * في النائبات وعند الحكم ان حكموا فجده من قريش في أرومتها * محمد وعلى بعده علم بدر له شاهد والشعب من أحد * والخندقان ويوم الفتح مذ علموا وخبير وحنين يشهدان له * وفى قريظة يوم صيلم قتم مواطن قد علت أقدارها ونمت * آثارها لم تلها العرب والعجم هكذا نسب هذه القصيدة للفرزدق في الحسين " ع " الشيخ كمال الدين بن طلحة في (مناقبه) قال الشيخ علي بن عيسى القمي ره وأظنه نقل هذا الكلام والقصيدة من كتاب (الفتوح) لابن أعثم فإنه نسب القصيدة إلى الفرزدق في الحسين أيضا والذي عليه الرواة مع اختلاف كثير في أبياتها انها للحزين الليثي قالها في فثم بن العباس وان الفرزدق أنشدها في علي بن الحسين قال المؤلف عفا الله عنه، اما كون القصيدة بتمامها في قثم بن العباس فأمر يشهد بعض أبيات القصيدة باستحالته كما تراه وأما انشاد الفرزدق لها في علي بن الحسين فقد ذكره كثير من رواة الأحبار والمؤرخين.
ونحن نذكر الخبر في ذلك من رواية الشيخ الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني قال قال أخبر الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقرائتي عليه في جمادى الآخرة من سنة خمسة وتسعين وأربعمائة ببغداد قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق قرأت عليه قال أخبرني أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله طيفور البصري اللغوي قال قرأت على أبى عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب