ولست بشرهم ما أعددت لهذا المضجع قال شهادة ان لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة قال الحسن نعم العدة ثم أنشأ الفرزدق يقول:
أخاف وراء القبران لم يعافني * أشد من القبر التهابا وأضيقا إذا جاء في يوم القيامة قائد * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا فقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى النار مشدود القلادة أزرقا يساق إلى نار الجحيم مسربلا * سرابيل قطران لباسا محرقا إذا شربوا فيها * مر الصديد تمزقا فأبكى الناس. وروى أنه مات للفرزدق ابن صغير فصلى عليه ثم التفت إلى الناس وقال:
وما نحن إلا مثلهم غير إننا * أقمنا قليلا بعدهم ثم نرحل فمات بعد ذلك بأيام رحمه الله.
قال الشريف المرتضى في (الغرر والدرر) كان الفرزدق قد نزع في آخر عمره عما كان من القذف والفسق وراجع طريقة الدين على أنه لم يكن في خلال فسقه منسلخا عن الدين جملة ولا مهملا أمره أصلا.
قال ومما يشهد بذلك ما أخبرنا به أبو عبد الله المرزباني قال أخبرنا أبو ذر القراطيبي قال أخبرنا ابن أبي الدنيا قال أخبرنا الرياشي عن الأصمعي عن سلام ابن مسكين قال قيل للفرزدق علام تقذف المحصنات فقال والله لله أحب إلى من عيني هاتين أفتراه يعذبني بعدها.
ورؤى انه تعلق بأستار الكعبة فعاهد الله على ترك الهجاء والقذف الذين كان ارتكبهما قال:
ألم ترني عاهدت ربى انني * لبين رتاج قائما ومقام على حلفة لا اشتم الدهر مسلما * ولا خارجا من في زور كلام أطعتك يا إبليس تسعين حجة * فلما انقضى عمري وتم تمامي فزعت إلى ربى وأيقنت انني * ملاق لأيام الحتوف حمامي