المتوفى بالبصرة سنة أربعة وخمسين وثلاثمائة على باب داره وكتبته من كتاب أملاه إملاء من أصله ثم قرأته بعد ذلك بعشر سنين عشية الجمعة لست ليال بقين من شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة على أبى الحسين محمد بن محمد بن جعفر ابن لنكك اللغوي على باب داره ولم يكن أصل يرجع إليه وذكر انه قد سمعه: قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن دينار قال حدثنا عبد الله بن محمد يعنى بن عايشة قال حدثني أبي وغيره قال حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد ان يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين بن علي " ع " وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فطاف بالبيت فكلما بلغ إلى الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه مخافة ان يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق لكني أعرفه قال الشامي من هو يا أبا فراس فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقي الطاهر العلم روى ابن لنكك الظاهر بظاء معجمة وروى المتوثي بطاء غير معجمة:
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عن نيلها عرب الإسلام والعجم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضي حياء ويغضي من مهابته * ولا يكلم إلا حين يبتسم من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم ينشق نور الهدى عن نور غرته * كالشمس ينجاب عن اشراقها القتم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصرها والخيم والشيم