وفى رواية ان الفرزذق قال له يا بن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلما فترحم عليه وقال اما انه قد صار إلى رحمة الله ورضوانه وقضى ما عليه وبقى ما علينا وأنشد عليه السلام:
فان تكن الدنيا تعد نفيسة * فان ثواب الله أعلى وأنيل وان تكن الأبدان للموت أنشأت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل وان تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة جهد المرء في الكسب أجمل وان تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرئ يبخل ثم ودعه الفرزدق في نفر من أصحابه ومضى يريد مكة فقال له ابن عم له من بنى مجاشع يا أبا فراس هذا الحسين بن علي " ع " فقال له الفرزدق نعم هذا الحسين بن علي وابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى هذا والله ابن خيرة الله وأفضل من مشى على الأرض وقد كنت قلت فيه قبل اليوم أبياتا غير متعرض لمعروفه بل أردت بذلك وجه الله والدار الآخرة فلا عليك ان تسمعها فقال ابن عمه ان رأيت أن تسمعنيها يا أبا فراس فقال قلت فيه وفى أمه وأبيه وجده عليهم الصلاة والسلام:
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقي الطاهر العلم هذا حسين رسول الله والده * أمست بنور هداه تهتدي الأمم هذا ابن فاطمة الزهراء غرتها * في جنة الخلد مجريا بها القلم إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم بكفه خيزران ريحه عبق * من كف أروع في عرنينه شمم يغضي حياء ويغضي من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم ينشق نور الهدى عن نور غرته * كالشمس تنشق عن أشرافها الظلم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت أرومته والخيم والشيم