ابن زبان واستشفعت بها عند عبد الله وانضم الفرزدق إلى حمزة بن عبد الله الزبير وتوسل فجعل أمر الفرزدق يضعف وأمر النوار يقوى فقال الفرزدق:
أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم * وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا فبلغ ابن الزبير هذا فدعا النوار فقال إن شئت فرقت بينكما وقتلته فلا يهجوها ابدا وان شئت سيرته إلى بلاد العدو فقالت ما أريد واحدة منهما قال فإنه ابن عمك وراغب فيك فأزوجه إياك قالت نعم فزوجه إياها فكان الفرزدق يقول خرجنا متباغضين ورجعنا متحابين.
ثم إن الفرزدق طلق النوار فندم على ذلك وله فيها أشعار منها قوله:
ندمت ندامة الكسعي لما * غدت منى مطلقة نوار وكانت جنتي فخرجت عنها * كآدم حين أخرجه الضرار ولو أنى ملكت يدي وقلبي * لكان على للقدر الخيار والكسعي الذي أشار إليه هو غامد بن الحرث من بنى كسع كصرحي من اليمن وكان قد أتخذ قوسا وخمسة أسهم وكمن في قنطرة قطيع فرمى عيرا فانحطه السهم وصدم الجبل فأورى نارا فظن أنه قد أخطى فرمى ثانيا وثالثا إلى آخرها وهو يظن خطأه فعمد إلى قوسه فكسرها فلما أصبح نظر فإذا الحمر مطروحة مصرعة وأسهمه. فندم وقطع إبهامه وأنشد:
ندمت ندامة لو أن نفسي * تطاوعني إذا لقطعت خمسي تبين لي سفاه الرأي منى * لعمر أبيك حين كسرت قوسي ومن شعر الفرزدق:
هما دلياني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي يرجى أم قتيل تحاذره فقلت أرفعا الأستار لا يشعروا بنا * وأقبلت في أعجاز ليل أبادره