أسكت اسكت الله نامتك أيها العبد ابن الخناء فقال على " ع " اسكت يا سلمان فسكت ووالله لولا أنه امرني بالسكوت لأخبرته بكل شئ نزل فيه وفى صاحبه قال سليم ثم أقبل على سلمان فقال إن القوم ارتدوا بعد رسول الله إلا من عصمه الله بآل محمد فأن الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون ومن أتبعه وبمنزلة العجل ومن أتبعه فعلى " ع " في سنة هارون وعتيق في سنة السامري وسمعت رسول الله يقول لتركن أمتي سنة بني إسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع.
وروى أن سلمان خطب إلى عمر فرده ثم ندم فعاد إليه فقال إنما أردت ان أعلم ذهبت حمية الجاهلية من قلبك أم هي كما هي.
قال ابن شهرآشوب في المناقب كان عمر وجه سلمان أميرا إلى المدائن وأنما أراد له الختلة فلم يفعل إلا بعد أن استأذن أمير المؤمنين " ع " فمضى فأقام بها إلى أن توفى وكان يحطب في عبائة يفترش نصفها ويلبس نصفها ووقع حريق في المدائن وسلمان أميرها فلم يكن في بيته إلا مصحف وسيف فرفع المصحف في يده وحمل السيف في عنقه وخرج قائلا هكذا ينجوا المخفون قيل دخل عليه رجل فلم يجد في بيته إلا سيفا ومصحفا فقال له ما في بيتك إلا ما أرى قال إن أمامنا منزل كؤود وإنا قد قدمنا متاعنا إلى المنزل.
قال الحسن كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان أميرا على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين وكان يحطب في عبائة يفترش نصفها ويلبس نصفها فإذا خرج عطاؤه تصدق به.
قيل ولم يكن له بيت يظله إنما كان يدور مع الظل حيث دار.
قال أبو عمرو وقد ذكر أبن وهب بن نافع ان سلمان لم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدار والشجر وان رجلا قال له الا ابني لك بيتا تسكن فيه قال لا حاجة في ذلك فما زال به الرجل حتى قال له انا أعرف البيت الذي يوافقك