وأخرج الشيخ محمد بن علي بن بابويه في أماليه باسناده عن عبد العظيم ابن عبد الله الحسنى عن الأمام محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهما السلام قال اخذ سلمان أبا ذر إلى منزله فقدم له رغيفين فاخذ أبو ذر يقلبهما فقال له سلمان يا أبا ذر لأي شئ تقلب هذين الرغيفين قال خفت ان لا يكونا نضجين فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش. وعمل فيه الملائكة حتى القوة إلى الريح وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب. وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض، وعمل فيه الرعد والملائكة حتى وضعوه مواضعه، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح وما لا أحصيه أكثر فكيف لك ان تقوم بهذا الشكر فقال أبو ذر إلى الله أتوب وأستغفر الله مما أحدثت واليك اعتذر مما كرهت.
وروى عن جرير بن عبد الله انه قال انتهيت مرة إلى ظل شجرة وتحتها رجل نائم قد استظل بنطع له وقد جاوزت الشمس النطع فسويته عليه ثم إن الرجل استيقظ فإذا هو سلمان الفارسي (رض) فذكرت له ما صنعت فقال يا جرير تواضع لله في الدنيا فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة أتدري ما ظلمة النار يوم القيامة قلت لا؟ قال فإنه ظلم الناس بعضهم بعضا في الدنيا.
وأخرج الكشي عن النصيبي عن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين " ع " لسلمان يا سلمان إذهب إلى فاطمة فقل لها تتحفك من تحف الجنة فذهب إليها سلمان فإذا بين يديها ثلاث سلال فقال يا بنت رسول الله أتحفيني قالت هذه سلال جائني بها ثلاث وصائف فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة انا سلمى لسلمان وقالت الأخرى انا ذرة لأبي ذر وقالت الأخرى انا مقدودة للمقداد ثم قبضت فناولتني فما مررت بملأ إلا ملئوا طيبا لريحها.