رسول الله فقل له ما مر على أخيك من قومك.
وفى رواية أخرى عن زاذان ان أمير المؤمنين " ع " لما جاء ليغسل سلمان وجده قد مات فتبسم في وجهه وهم ان يجلس فقال له أمير المؤمنين عد إلى موتك قال زاذان ثم أخذ " ع " في تجهيزه فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين تكبيرا شديدا وكنت رأيت معه رجلين فسألته عنهما فقال أحدهما أخي جعفر " ع " والآخر الخضر " ع " ومع كل واحد منهما سبعون صفا من الملائكة في كل صف الف الف ملك. وقد أشار إلى هذه الحكاية أبو الفضل اليمنى في قوله:
سمعت منى يسيرا من عجائبه * وكل أمر على لم يزل عجبا دريت عن ليلة سار الوصي بها * إلى المدائن لما ان لها طلبا فالحد الطهر سلمانا وعاد إلى * عراص يثرب والاصباح ما قربا كآصف قبل رد الطرف من سبأ * بعرش بلقيس وافى يحرق الحجبا أراك في آصف لم تغل أنت بلا * أنا بحيدر غال أورد الكذبا ان كان احمد خير المرسلين فذا * خير الوصيين أو كل الحديث هبا وقلت ما قلت من قول الغلاة فما * ذنب الغلاة إذا قالوا الذي وجبا وروى أن ابن عباس رأى سلمان في منامه وعليه تاج من ياقوت وحلي وحلل فقال له ما أفضل الأشياء بعد الأيمان في الجنة فقال ليس في الجنة بعد الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وآله شئ هو أفضل من حب علي بن أبي طالب " ع ".
وتوفى سلمان (رض) سنة خمس وثلاثين من الهجرة وقيل في أول سنة ستة وثلاثين في آخر خلافة عثمان واختلف في مقدار عمره فقيل ثلاثمائة وخمسون وقيل أكثر من أربع مائة سنة وانه أدرك وصى عيسى " ع " وقيل مائتان وخمسون سنة وكان له من الولد عبد الله وبه كان يكنى ومحمد وله عقب مشهور وما اشتهر من أن سلمان (رض) كان مجبوبا كلام ينقله جهلة الصوفية لا أصل له والله أعلم.