فضج المسلمون وجعلت كل قبيلة تقول سلمان منا فقال النبي صلى الله عليه وآله:
سلمان منا أهل البيت.
وروى أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان من الشام أقدم يا أخي إلى بيت المقدس فلعلك تموت فيه فكتب إليه سلمان أما بعد فان الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس كل إنسان عمله والسلام.
وقيل إن سلمان الفارسي (رض) لما مرض مرضه الذي مات فيه اتاه سعد يعوده فقال كيف تجدك أبا عبد الله فبكى فقال ما يبكيك فقال والله لا أبكي حرصا على الدنيا ولا حبا لها ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا عهدا فقال ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب فأخشى ان يكون قد جاوزنا أمره وهذه الأساود حولي وليس حوله إلا مطهرة وإجانة وجفنة وأخرج الكشي عن عمرو بن يزيد قال سلمان قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام ثم أخرج صرة من مسك فقال هبة أعطانيها رسول الله ثم بلها ونفحها حوله ثم قال لامرأته قومي أجيفي الباب فقامت وأجافت الباب ثم رجعت وقد قبض رحمه الله.
وروى حبيب بن الحسن العكي عن جابر الأنصاري قال صلى بنا أمير المؤمنين صلاة الصبح ثم أقبل علينا فقال معاشر الناس أعظم الله أجركم في أخيكم سلمان فقالوا في ذلك فلبس عمامة رسول الله ودراعته وأخذ قضيبه وسيفه وركب على العضباء وقال لقنبر عد عشرا قال ففعلت فإذا نحن على باب سلمان قال زاذان فلما أدركت سلمان الوفاة قلت له من المغسل لك؟ قال من غسل رسول الله فقلت انك بالمدائن وهو بالمدينة فقال يا زاذان إذا شددت لحيي تسمع الوجبة فلما شددت لحييه سمعت الوجبة وأدركت الباب فإذا انا بأمير المؤمنين " ع " فقال يا زاذان قضى أبو عبد الله سلمان؟ قلت نعم يا سيدي فدخل وكشف الرداء عن وجهه فتبسم سلمان إلى أمير المؤمنين فقال له مرحبا يا أبا عبد الله إذا لقيت