وقال غيره أسلم خامس خمسة ثم رجع إلى أرض قومه وقدم بعد الهجرة وكان من أكابر العلماء والزهاد كبير الشأن كان عطاؤه في السنة أربعمائة دينار وكان لا يدخر شيئا.
أخرج ابن بابويه رحمه الله في (أماليه) عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله الصادق " ع " لرجل من أصحابه ألا أخبركم كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر (ره) فقال الرجل وأخطأ أما إسلام سلمان فقد علمت فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر، فقال أبو عبد الله الصادق " ع " إن أبا ذر كان في بطن (مر) يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه فجاء الذئب عن يسار غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه ثم قال له والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرا فقال الذئب شر والله منى أهل مكة بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع كلام الذئب في اذن أبي ذر فقال لأخته هلمي مزودتي وإداوتي وعصاي ثم خرج يركض حتى دخل مكة فإذا هو بحلقة مجتمعين فجلس إليهم فإذا هم يشتمون النبي صلى الله عليه وآله ويسبونه كما قال الذئب فقال أبو ذر هذا والله ما أخبرني به الذئب فما زالت هذه حالتهم حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب قال بعضهم لبعض كفوا فقد جاء عمه، فلما دنا منهم أكرموه وعظموه فلم يزل أبو طالب متكلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا فلما قام أبو طالب تبعته فالتفت إلى فقال ما حقك فقلت هذا النبي المبعوث فيكم، قال وما حاجتك إليه؟ فقال له أبو ذر أؤمن به وأصدقه ولا يأمرني بشئ إلا أطعته فقال أبو طالب تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قال فقلت نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فقال إذا كان غدا في هذه الساعة فأتني، فلما كان من الغد جاء أبو ذر فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبون النبي صلى الله عليه وآله كما قال الذئب فجلس معهم حتى أقبل أبو طالب فقال بعضهم لبعض كفوا فقد جاء عمه فكفوا فجاء أبو طالب فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام فلما قام تبعه أبو ذر فالتفت إليه أبو طالب