قال فصفه لي قال ابني لك بيتا إذا أنت كنت فيه أصاب رأسك سقفه وان أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار قال نعم فبنى له.
قال: قال وكان سلمان يسف الخوص وهو أمير على المدائن ويبيعه ويأكل منه ويقول لا أحب ان أكل إلا من عمل يدي وقد كان تعلم سف الخوص من المدينة.
قال غيره كان يأكل من عمل يده ويطحن مع الخادمة ويعجن عنها إذا أرسلها في حاجة ويقول لا تجمع عليها عملين وكان يعمل من الخوص قفافا فيبيع ذلك بثلاثة دراهم فيرد درهما في الخوص وينفق على عياله درهما ويتصدق بدرهم وكان لا يأكل من صدقات الناس ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال سلمان منا أهل البيت وكان غالب الناس ممن لا يعرفه يسخرونه في حمل أمتعتهم من السوق لرثاثة ثيابه فربما عرفوه فيعتذرون إليه ويقولون تحمل عنك فيقول لا حتى أصل إلى المنزل وها هو ذاك.
قيل وربما حمل حزمة الحطب على رأسه من السوق فإذا رأى ازدحام الناس قال أوسعوا الطريق للأمير.
وكان لا يحضر بين يديه طعام عليه أدامان.
وروى الأعمش عن أبي وائل قال ذهبت انا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي فلما جلسنا عنده قال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن الكلف لتكلفت لكم ثم جاء بخبز وملح ساذج لا برار عليه فقال صاحبنا لو كان في ملحنا صعتر فبعث سلمان بمطهرته فرهنها على الصعتر فلما أكلنا قال صاحبي الحمد لله الحمد لله الذي أقنعنا بما رزقنا فقال سلمان لو قنعت بما رزقك الله لم تكن مطهرتي مرهونة.
وروى أن أبا ذر استضافه فقدم له خبز شعير وملحا فقال أبو ذر أردنا خلا وبقلا فرهن سلمان ركوته على ذلك فلما فرغا من الاكل قال أبو ذر الحمد لله على القناعة قال سلمان لو كنت قنعت لما كانت ركوتي مرهونة