صادقا على كثيرين (هذا حاصل) ما أفاده السيد المحقق العلامة الشيرازي (قده) (وأورد عليه) بعض من يغوص في بحار الغرور بأن هيئة المشتق موضوعة للربط بين المبدء و الذوات الخاصة وهو من قبيل المتحد المعنى (وتخيل) أن ما ذكره السيد " قده " ناش من عدم تعقل المعنى الحرفي " وهو " مع رعده وبرقه وجسارته " لم يأت " بمطلب معقول " إذ مضافا " إلى ما عرفت من أن لام أخذ النسبة في المشتق أن يكون الكلام الواحد مشتملا على نسبتين وأن يكون النسبة التقييدية متقدمة على التامة الخبرية " يتوجه عليه " سؤال أن العنوان المحمول على هذا ما هو فان المبدء بنفسه غير قابل للحمل وكذلك النسبة التي هي معنى حرفي (فكلام) السيد العلامة " قده " " مبتن " على أن لا يكون الهيئة موضوعة للنسبة بل كانت موضوعة لقلب المبدء المأخوذ بشرط لا إلى اللا بشرطية فقط (واما البرهان) الذي اقامه السيد الشريف على استحالة تركب المشتق (فتوضيحه) ان جماعة عرفوا الفكر بأنه ترتيب أمور معلومة لتحصيل أمر مجهول (وأشكل عليه) بأنه لا يتم في التعريف بالخاصة أو الفصل فإنه ليس هناك ترتيب أمور متعددة (وأجاب عنه) شارح المطالع (قده) بأنه ليس فيه كثير اشكال فان الخاصة أو الفصل وإن كان واحدا بحسب النظر البدوي الا انهما ينحلان بالدقة إلى شئ له النطق أو الضحك فيكون في الحقيقة ترتيب أمور معلومة (واشكل عليه) المحقق الشريف (قده) في الهامش بأن الشيئ لا يعقل أن يؤخذ في المفاهيم الاشتقاقية فان المراد به إن كان مفهوم الشيئ فيلزم دخول العرض العام في الفصل وإن كان المراد به ما صدق عليه الشيئ فينقلب مادة الامكان الخاص ضرورة (بداهة) ان ما صدق عليه الشيئ هو الانسان وثبوت الشيئ لنفسه ضروري (وأجيب) عن الشق الأول بوجهين (الأول) ان الناطق انما اعتبر فصلا مقوما للانسان مع التجريد عن معناه اللغوي فلا منافاة بين اخذ مفهوم الشيئ فيه بحسب اللغة وتجريده عنه بحسب الاصطلاح (وفيه) ان المقطوع به عدم التصرف في معنى اللفظ بل جعل الناطق بماله من المعنى فصلا للانسان (الثاني) ان الناطق ليس فصلا حقيقيا للانسان بل هو لازم الفصل وجعل مكانه لتعذر معرفته غالبا فلا يلزم من اخذ مفهوم
(٦٨)