وأما ما ترى في خلال كلامه: من أن الحيثية التي تشترك بها هذه الحصص، وتمتاز عن أفراد النوع الآخر، هي الحيثية التي بها قوام نوعيتها، وهي متحدة مع الطبيعي (1).
ففيه: أن الطبيعي لا يمكن أن يتحصص بنفس ذاته، بل التحصص يحصل عن تقيده بقيود عقلية، مثل الانسان الأبيض والأسود. وبالجملة:
لا يمكن التحصص - على فرضه - بلا لحوق شي للطبيعي، فحينئذ لا يمكن أن تكون الحصص نفس الطبيعي في اللحاظ العقلي، والاتحاد الخارجي كما يكون بين الحصص والطبيعي، يكون بين الافراد والطبيعي، والاتحاد الخارجي لا يوجب سراية الامر، وما به الامتياز - بين حصص نوع مع حصص نوع آخر - ليس الفصل المقوم فقط، بل به وبالتقيدات الحاصلة من القيود اللاحقة المحصلة للحصص، و الامتياز بالفصل المقوم فقط إنما يكون بين نوع ونوع آخر، لا حصصهما.
فتحصل مما ذكرنا: أن الامر المتعلق بالطبيعي لا يمكن أن يسري إلى الافراد، ولا إلى الحصص التي تخيلت للطبيعي.