فرض انفكاك الأثر عن أسبابه أحيانا.
الأمر الخامس في مساوقة الصحة والفساد للنقص والتمام قالوا: الصحة والفساد أمران إضافيان، بينهما تقابل العدم والملكة، مساوقان معنى للتمام والنقص لغة وعرفا، وكذا في نظر الفقهاء و المتكلمين، واختلاف تعبير الفريقين لأجل ما هو المهم في نظرهما (1).
أقول: أما مساوقتهما للتمام والنقص عرفا ولغة فهو واضح الفساد، لاختلاف مفهومهما وموارد استعمالهما، فلا يقال لانسان فاقد لبعض الأعضاء: إنه فاسد، ويقال: ناقص، والدار التي بعض مرافقها ناقصة لا يقال:
إنها فاسدة، ولا لما تمت مرافقها: إنها صحيحة بهذا الاعتبار.
فالتمام والصحة عنوانان بينهما عموم من وجه بحسب المورد، فالنقص بحسب الاجزاء غالبا، والتمام مقابله.
وأما الصحة فغالب استعمالها في الكيفيات المزاجية أو الشبيهة بها، ومقابلها الفساد، وهو كيفية وجودية عارضة للشئ منافرة لمزاجه، ومخالفة لطبيعته النوعية، فالفاكهة الفاسدة ما عرضتها كيفية وجودية منافرة لمزاجها تتنفر عنها الطباع غالبا، فبين الصحة والفساد تقابل التضاد لو سلم كون الصحة وجودية، وبين النقص والتمام تقابل العدم والملكة. هذا بحسب