____________________
(1) توضيحه: ان الكلي تارة تكون افراده متباينة بان كان لكل فرد من افراده وجود مباين خاص في عرض وجود الفرد الآخر، كوجود الانسان في ضمن زيد وعمرو، وأخرى تكون افراد الكلي مراتب له، كالبياض فإنه ذو مراتب ضعيفة وشديدة.
ولا اشكال في عدم جريان الاستصحاب إذا كان من النحو الأول، لان تعين الكلي في ضمن كل فرد غير تعينه في ضمن الفرد الآخر.
واما إذا كان من النحو الثاني وكان المتيقن هو المرتبة الشديدة، ومن الواضح ان المرتبة الضعيفة في حال وجود المرتبة الشديدة موجودة أيضا، إلا انها لا بحدها الخاص من الضعيف، بل هي موجودة لا بحدها، كوجود الأربعة من العدد في ضمن الخمسة منها، فمع العلم بارتفاع المرتبة الشديدة لا مانع من جريان الاستصحاب في الكلي، وان احتملنا الارتفاع مطلقا بان يتبدل البياض بالسواد، إلا انه لما كانت المراتب الضعيفة موجودة في ضمن المرتبة الشديدة، ولازمه تحقق اليقين بها في حال اليقين بالمرتبة الشديدة، فالشك في ارتفاع الكلي في ضمن مرتبته الشديدة مع الشك في بقائه بمرتبته الضعيفة لا يكون من وجوده في ضمن فرد آخر مشكوك الحدوث بل متيقن الحدوث ولكن لا بحده، ومن الواضح ان الاستحباب والوجوب من قبيل وجود الكلي في مراتبه، لا في ضمن افراده المتباينة الوجود العرضي كزيد وعمرو بالنسبة إلى الانسان، فإذا كان المتيقن وجوب شيء ثم قطعنا بارتفاع الوجوب واحتملنا استحبابه فلا مانع من جريان الاستصحاب، لأنه لا يكون الشك في الكلي من الشك في الحدوث، بل من الشك في البقاء، للقطع بوجوده ضمن المرتبة القوية لا بعينه، وليس وجود المرتبة الضعيفة بعد ارتفاع المرتبة القوية من الحدوث بعد العدم، بل ليس هناك الا تجدد الحدود للموجود الواحد لا تجدد الوجود للطبيعي، فان طبيعي العدد الموجود في ضمن الخمسة - مثلا - إذا زيد عليه واحد فكان العدد
ولا اشكال في عدم جريان الاستصحاب إذا كان من النحو الأول، لان تعين الكلي في ضمن كل فرد غير تعينه في ضمن الفرد الآخر.
واما إذا كان من النحو الثاني وكان المتيقن هو المرتبة الشديدة، ومن الواضح ان المرتبة الضعيفة في حال وجود المرتبة الشديدة موجودة أيضا، إلا انها لا بحدها الخاص من الضعيف، بل هي موجودة لا بحدها، كوجود الأربعة من العدد في ضمن الخمسة منها، فمع العلم بارتفاع المرتبة الشديدة لا مانع من جريان الاستصحاب في الكلي، وان احتملنا الارتفاع مطلقا بان يتبدل البياض بالسواد، إلا انه لما كانت المراتب الضعيفة موجودة في ضمن المرتبة الشديدة، ولازمه تحقق اليقين بها في حال اليقين بالمرتبة الشديدة، فالشك في ارتفاع الكلي في ضمن مرتبته الشديدة مع الشك في بقائه بمرتبته الضعيفة لا يكون من وجوده في ضمن فرد آخر مشكوك الحدوث بل متيقن الحدوث ولكن لا بحده، ومن الواضح ان الاستحباب والوجوب من قبيل وجود الكلي في مراتبه، لا في ضمن افراده المتباينة الوجود العرضي كزيد وعمرو بالنسبة إلى الانسان، فإذا كان المتيقن وجوب شيء ثم قطعنا بارتفاع الوجوب واحتملنا استحبابه فلا مانع من جريان الاستصحاب، لأنه لا يكون الشك في الكلي من الشك في الحدوث، بل من الشك في البقاء، للقطع بوجوده ضمن المرتبة القوية لا بعينه، وليس وجود المرتبة الضعيفة بعد ارتفاع المرتبة القوية من الحدوث بعد العدم، بل ليس هناك الا تجدد الحدود للموجود الواحد لا تجدد الوجود للطبيعي، فان طبيعي العدد الموجود في ضمن الخمسة - مثلا - إذا زيد عليه واحد فكان العدد