مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي - ج ١٠ - الصفحة ٣٠٧

____________________
وفي «البحار» بعد ما نقل ما في السرائر أن بعضهم ذهب إلى أن الحائر مجموع الصحن المقدس وبعضهم إلى أنه القبة السامية وبعضهم إلى أنه الروضة المقدسة وما أحاط بها من العمارات القديمة من الرواق والمقتل والخزانة وغيرها، ثم قال: والأظهر عندي أنه مجموع الصحن القديم لا ما تجدد في الدولة الصفوية.
والذي ظهر لي من القرائن وسمعته من مشايخ تلك البلاد الشريفة أنه لم يتغير الصحن من جهة القبلة ولا من اليمين ولا من الشمال بل إنما زيد من خلاف جهة القبلة، وكلما انخفض من الصحن وما دخل فيه من العمارات فهو الصحن القديم وما ارتفع منه فهو خارج عنه، ولعلهم إنما تركوه كذلك ليمتاز القديم عن الجديد، والتعليل المنقول عن ابن إدريس رحمه الله تعالى ينطبق على هذا، وفي شموله حجرات الصحن من الجهات الثلاث إشكال (1)، انتهى ما في البحار.
وفي «الحدائق» أنه أخبره من يثق به من علماء ذلك البلدان هذا المسجد الجامع الموجود الآن في ظهر القبة السامية لم يكن قبل وإنما حدث فيما يقرب من مائتي سنة، ولما أحدثوه أخرجوا جدار الصحن من تلك الجهة لتتسع مثل باقي جهاته، ثم قال: إن ما اختاره شيخنا المجلسي من تحديد الحائر الشريف وأنه عبارة عن الصحن لا خصوص القبة السامية أو ما هي وما اتصل بها من العمارات يدل عليه بعض أخبار الزيارات كما في رواية صفوان (2) الطويلة ونحوها من الأخبار الدالة على سعة ما بين دخول الحائر والوصول إلى القبر الشريف بحيث يزيد على الروضة والعمارات المتصلة بها (3).

(1) البحار: في مواضع التخيير ج 89 ص 89.
(2) وهي رواية صفوان الجمال رواها المجلسي في البحار: ج 101 ص 197 وفيها ما يدل على أنه كان في ذلك الزمان للقبة الشريفة بابان أحدهما عند الرأس والآخر عند رجلي علي بن الحسين (عليه السلام). وأما مجموع الحائر المقدس فلا دلالة فيها على تحديده لا سيما على ما بينه المجلسي وغيره من دخول الصحن وما حوله فيه أو في القبة، فراجع وتأمل.
(3) الحدائق الناضرة: في تحديد الحائر الشريف ج 11 ص 464.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست