بالمقراض فقال رجل: لقد آتي الله بني إسرائيل خيرا فقال عبد الله رضي الله عنه: ما آتاكم الله خير مما آتاهم جعل الماء لكم طهورا وقال تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " وقال " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " وقال أيضا: حدثني يعقوب حدثنا هشيم عن ابن عون عن حبيب بن أبي ثابت قال: جاءت امرأة إلى عبد الله بن مغفل فسألته عن امرأة فجرت فحبلت فلما ولدت قتلت ولدها قال عبد الله بن مغفل لها النار فانصرفت وهي تبكي فدعاها ثم قال ما أرى أمرك إلا أحد أمرين " من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " قال: فمسحت عينها ثم مضت. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن عثمان بن المغيرة قال:
سمعت علي بن ربيعة من بنى أسد يحدث عن أسماء أو ابن أسماء من بني فزارة قال: قال علي رضي الله عنه:
كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا نفعني الله فيه بما شاء أن ينفعني منه. وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر له " وقرأ هاتين الآيتين " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه " الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم " الآية وقد تكلما على هذا الحديث وعزيناه إلى من رواه من أصحاب السنن وذكرنا ما في سنده من مقال في مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد تقدم بعض ذلك في سورة آل عمران أيضا وقد رواه ابن مردويه في تفسيره من وجه آخر عن علي فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحراني حدثنا داود بن مهران الدباغ حدثنا عمر بن يزيد عن عبد خير عن علي قال: سمعت أبا بكر هو الصديق يقول: سمعت رسول الله صلى يقول " ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له " لان الله يقول " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه " الآية ثم رواه من طريق أبان بن أبي عياش عن أبي إسحق السبيعي عن الحارث عن علي عن الصديق بنحوه وهذا إسناد لا يصح وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم حدثنا موسى بن مروان الرقي حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح حدثني كعب بن ذهل الأزدي قال: سمعت أبا الدرداء يحدث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلسنا حوله وكانت له حاجة فقام إليها وأراد الرجوع ترك نعليه في مجلسه أو بعض ما عليه وأنه قام فترك نعليه قال أبو الدرداء فأخذ ركوة من ماء فاتبعته فمضى ساعة ثم رجع ولم يقض حاجته فقال " إنه أتاني آت من ربي فقال: إنه " من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " فأردت أن أبشر أصحابي " قال أبو الدرداء وكانت قد شقت على الناس الآية التي قبلها " من يعمل سوءا يجز به " فقلت يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ثم استغفر ربه غفر له؟ قال " نعم " ثم قلت الثانية قال " نعم " ثم قلت الثالثة قال " نعم وإن زنى وإن سرق ثم استغفر الله غفر الله له على رغم أنف أبي الدرداء " قال: فرأيت أبا الدرداء يضرب أنف نفسه بأصبعه هذا حديث غريب جدا من هذا الوجه بهذا السياق وفي إسناده ضعف. وقوله " ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه " الآية كقوله تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى " الآية يعني أنه لا يغنى أحد عن أحد وإنما على كل نفس ما عملت لا يحمل عنها غيرها ولهذا قال تعالى " وكان الله عليما حكيما " أي من علمه وحكمته وعدله ورحمته كان ذلك، ثم قال " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا " الآية يعني كما اتهم بنو أبيرق بصنيعهم القبيح ذلك الرجل الصالح وهو لبيد بن سهل كما تقدم في الحديث أو زيد بن السمين اليهودي على ما قاله الآخرون وقد كان بريئا وهم الظلمة الخونة كما أطلع الله على ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم ثم هذا التقريع وهذا التوبيخ عام فيهم وفي غيرهم ممن اتصف بصفتهم فارتكب مثل خطيئتهم فعليه مثل عقوبتهم، وقوله " ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ " وقال الإمام ابن أبي حاتم: أنبأنا هاشم بن القاسم الحراني فيما كتب إلي حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان وذكر قصة بني أبيرق فأنزل الله " لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ " يعني أسيد بن عروة