اللات والعزى " الآيات وقال تعالى " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " الآية وقال " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " الآيتين وقال علي بن أبي طلحة والضحاك عن ابن عباس " وإن يدعون من دونه إلا إناثا قال:
يعني موتى وقال مبارك يعني ابن فضالة عن الحسن " إن يدعون من دونه إلا إناثا " قال الحسن الإناث كل شئ ميت ليس فيه روح إما خشبة يابسة وإما حجر يابس. ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وهو غريب وقوله " وإن يدعون إلا شيطانا مريدا " أي هو الذي أمرهم بذلك وحسنه وزينه لهم وهم إنما يعبدون إبليس في نفس الامر كما قال تعالى " ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان " الآية. وقال تعالى إخبارا عن الملائكة أنهم يقولون يوم القيامة عن المشركين الذين ادعوا عبادتهم في الدنيا " بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون " وقوله " لعنه الله " أي طرده وأبعده من رحمته وأخرجه من جواره وقال " لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا " أي معينا مقدرا معلوما قال قتادة من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة " ولأضلنهم " أي عن الحق " ولأمنينهم " أي أزين لهم ترك التوبة وأعدهم الأماني وآمرهم بالتسويف والتأخير وأغرهم من أنفسهم قوله " ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام " قال قتادة والسدي وغيرهما: يعني تشقيقها وجعلها سمة وعلامة للبحيرة والسائبة والوصيلة " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " قال ابن عباس: يعني بذلك خصي الدواب. وكذا روى عن ابن عمر وأنس وسعيد بن المسيب وعكرمة وأبي عياض وقتادة وأبى صالح والثوري وقد ورد في حديث النهي عن ذلك وقال ابن الحسن البصري يعني بذلك الوشم وفي صحيح مسلم النهي عن الوشم في الوجه وفي لفظ:
لعن الله من فعل ذلك وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل ثم قال: ألا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله عز وجل يعني قوله " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وقال ابن عباس في رواية عنه ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي والحسن وقتادة والحكم والسدي والضحاك وعطاء الخراساني في قوله " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " يعني دين الله عز وجل وهذا كقوله " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " على قول من جعل ذلك أمرا أي لا تبدلوا فطرة الله ودعوا الناس على فطرتهم كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تجدون بها من جدعاء " وهو صحيح مسلم عن عياض بن حماد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم " ثم قال تعالى " ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا " أي فقد خسر الدنيا والآخرة وتلك خسارة لا جبر لها ولا استدراك لفائتها، وقوله تعالى " يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " وهذا إخبار عن الواقع فإن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة وقد كذب وافترى في ذلك ولهذا قال الله تعالى " وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " كما قال تعالى مخبرا عن إبليس يوم المعاد وقال الشيطان لما قضى الامر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان - إلى قوله - وإن الظالمين لهم عذاب أليم " وقوله " أولئك " أي المستحسنون له فيما وعدهم ومناهم " مأواهم جهنم " أي مصيرهم ومآلهم يوم القيامة " ولا يجدون عنها محيصا " أي ليس لهم عنها مندوحة ولا مصرف ولا خلاص ولا مناص ثم ذكر تعالى حال السعداء والأتقياء ومالهم من الكرامة التامة فقال تعالى " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي صدقت قلوبهم وعملت جوارحهم بما أمروا به من الخيرات وتركوا ما نهوا عنه من المنكرات " سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار " أي يصرفونها حيث شاؤوا وأين شاؤوا " خالدين فيها أبدا " أي بلا زوال ولا انتقال " وعد الله حقا " أي هذا وعد من الله ووعد الله معلوم حقيقة أنه واقع لا محالة ولهذا أكده بالمصدر الدال على تحقيق الخبر وهو قوله حقا ثم قال تعالى " ومن أصدق من الله قيلا " أي لا أحد أصدق منه قولا أي خبرا لا إله إلا هو ولا رب سواه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته " إن أصدق الحديث كلام الله وخير