وثالثها: قوله تعالى: * (ونذر الظالمين فيها جثيا) * (مريم: 72) ورابعها: قوله تعالى: * (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم) * (النحل: 61) بين أنه يؤخر عقابهم إلى يوم آخر وذلك إنما يصدق أن لو حصل عقابهم في ذلك اليوم.
النوع الثالث: من العمومات: صيغ الجموع المقرونة بحرف الذي، فأحدها: قوله تعالى: * (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون) * (المطففين: 1، 2). وثانيها: قوله تعالى: * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا) * (النساء: 10). وثالثها: قوله تعالى: * (إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * (النحل: 28) فبين ما يستحق على ترك الهجرة وترك النصرة وإن كان معترفا بالله ورسوله. ورابعها: قوله تعالى: * (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة) * (يونس: 27) ولم يفصل في الوعيد بين الكافر وغيره، وخامسها: قوله تعالى: * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) * (التوبة: 34). وسادسها؛ قوله تعالى: * (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) * (النساء: 18) ولو لم يكن الفاسق من أهل الوعيد والعذاب لم يكن لهذا القول معنى، بل لم يكن به إلى التوبة حاجة، وسابعها: قوله تعالى: * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا) * (المائدة: 33) فبين ما على الفاسق من العذاب في الدنيا والآخرة، وثامنها: قوله تعالى: * (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة) * (آل عمران: 77).
النوع الرابع: من العمومات، قوله تعالى: * (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) * (آل عمران: 180) توعد على منع الزكاة.
النوع الخامس من العمومات: لفظة " كل " وهو قوله تعالى: * (ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به) * (يونس: 54) فبين ما يستحق الظالم على ظلمه.
النوع السادس: ما يدل على أنه سبحانه لا بد وأن يفعل ما توعدهم به وهو قوله تعالى: * (قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد، ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) * (ق: 28، 29) بين أنه لا يبدل قوله في الوعيد والاستدلال بالآية من وجهين. أحدهما: أنه تعالى جعل العلة في إزاحة العذر تقديم الوعيد، أي بعد تقديم الوعيد لم يبق لأحد علة ولا مخلص من عذابه، والثاني: قوله تعالى: * (ما يبدل القول لدي) * وهذا صريح في أنه تعالى لا بد وأن يفعل ما دل اللفظ عليه، فهذا مجموع ما تمسكوا به من عمومات القرآن. أما عمومات الأخبار فكثيرة.
فالنوع الأول: المذكور بصيغة " من " أحدها: ما روى وقاص بن ربيعة عن المسور بن شداد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل بأخيه أكلة أطعمه الله من نار جهنم، ومن أخذ بأخيه كسوة كساه الله من نار جهنم ومن قام مقام رياء وسمعة أقامه الله يوم القيامة مقام رياء وسمعة "، وهذا نص في وعيد الفاسق، ومعنى أقامه: أي جازاه على ذلك، وثانيها: قال عليه السلام: " من كان ذا لسانين وذا وجهين كان في النار ذا لسانين وذا وجهين " ولم يفصل بين المنافق وبين غيره في هذا الباب، وثالثها: عن سعيد بن زيد قال عليه السلام: " من ظلم قيد شبر من