لعل من المفيد أن نشير إلى أن نفي هاتين الصفتين " الحفاظ والوكالة " عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني نفي الإجبار على دفع ضرر أو اجتلاب نفع، وإلا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدعوهم - ضمن تبليغه الرسالة - إلى عمل الخير وترك الشر بصورة طوعية واختيارية.
إن الفكرة التي تسود هذه الآيات تستلفت النظر، فهي تقول: إن الإيمان بالله وبتعاليم الإسلام لا يكون عن طريق الإكراه والإجبار، بل يكون عن طريق المنطق والاستدلال والنفوذ إلى أفكار الناس وأرواحهم، فالإيمان بالإكرام لا قيمة له، لأن المهم هو أن يدرك الناس الحقيقة فيتقبلوها بإرادتهم واختيارهم.
كثيرا ما يؤكد القرآن حقيقة كون الإسلام بعيدا عن كل عنف وخشونة، كتلك الأعمال التي كانت ترتكبها الكنيسة في القرون الوسطى (1)، ومحاكم تفتيش العقائد.
أما صلابة الإسلام في مواجهة المشركين فسوف نبحثها - إن شاء الله - في بداية تفسير سورة البراءة.
* * *