الصغار ومن البعوض والجرجس وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، والحدث المولود من القديم، لما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وإفهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وأنه ما لا تكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها لا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة وأن كل صانع شئ فمن شئ صنعه والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شئ ".
إن هذا الحديث الذي يشير إلى الجراثيم والكائنات المجهرية قبل أن يولد (پاستور) بقرون يفسر معنى اللطيف.
ويحتمل أيضا أن يكون المقصود من اللطيف هو أن ذاته المقدسة من اللطافة بحيث لا تدرك بالحواس، وعليه فإنه " اللطيف " لأن أحدا لا علم له به، وهو " الخبير " لأنه عالم بكل شئ.
وقد ورد هذا المعنى في بعض روايات أهل البيت (عليهم السلام) أيضا (1) وليس هناك ما يمنع من إرادة المعنيين من هذه الكلمة.
* * *