" قال لفتاه آتنا غدائنا " فقلت: الأمير أعلم الناس وأفضلهم.
151 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله قال: إن موسى صعد المنبر وكان منبره ثلث مراق (1) فحدث نفسه ان الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال له: انك قد ابتليت وأنزله فان في الأرض من هو أعلم منك فاطلبه، فأرسل إلى يوشع انى قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا من حيتان الحية فأخرج بآذربيجان ثم شواه، ثم حمله في مكتل، ثم انطلقا يمشيان فانتهيا إلى شيخ مستلق معه عصاه، موضوعة إلى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلى وقال ليوشع:
احفظ على، قال: فقطرت من الماء (2) في المكتل، فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل، قال: وهو قوله: واتخذ سبيله في البحر سربا قال: ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره، فقال: يا موسى ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال: ثم قام يمشى فتبعه يوشع.
قال موسى وقد نسي الزبيل (3) يوشع، وانما أعيى حيث جاوز الوقت فيه، فقال: " آتنا غداءنا لقينا من سفرنا هذا نصبا " إلى قوله: " في البحر عجبا " قال فرجع موسى يقص أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق فقال له موسى: السلام عليك فقال السلام عليك يا عالم بني إسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى:
ان قد أمرت " ان أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " فقال كما قص عليكم: " انك لن تستطيع معي صبرا " قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر (4) فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا: والله لا نأخذ من هؤلاء أجرا اليوم، فحمل عليهم فلما ذهبت السفينة كثرت الماء خرقها قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: ألم أقل لك انك لم تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا.