الفجر نزل ففرض الله عز وجل عليه الفجر فأمره بالاجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة فلهذه العلة يجهر فيها، وصار التسبيح أفضل من القراءة في الأخيرتين لان النبي صلى الله عليه وآله لما كان في الأخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله عز وجل فدهش، فقال:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فلذلك صار التسبيح أفضل من القراءة.
40 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لما عرج بي إلى السماء إذا انا بأسطوانة أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوتة و زبرجد، وأعلاها ذهبة حمراء، فقلت: يا جبرئيل ما هذه؟ فقال: هذا دينك أبيض واضح مضى، قلت: وما هذه وسطها؟ قال: الجهاد، قلت: فما هذه الذهبة الحمراء؟
قال: الهجرة، وكذلك علا ايمان علي عليه السلام على ايمان كل مؤمن.
41 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرئيل أتخليني على هذه الحال؟ فقال: امضه فوالله لقد وطيت مكانا ما وطأه بشر وما مشى فيه بشر قبلك.
42 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبي جعفر الثاني عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله خلق الاسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا وجعل له ناصرا فاما عرصته فالقرآن واما نوره فالحكمة واما حصنه فالمعروف واما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا فاحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم فإنه لما اسرى بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل عليه السلام لأهل السماء استودع الله حبى وحب أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيمة ثم هبط بي إلى الأرض فنسبني إلى أهل الأرض، فاستودع عز وجل حبى وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي.
فمؤمني أمتي يحفظون وديعتي إلى يوم القيمة، الا فلو ان رجلا من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام الدنيا، ثم لقى الله عز وجل مبغضا لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره الا عن نفاق.