انتهى كلامه ورواه البزاز في مسنده بالسند الأول وقال لا نعلم أحدا جود إسناده ووصله إلا بن جريج ولا نعلمه عن النبي عليه السلام إلا من هذا الوجه انتهى ومن أحاديث الأصحاب أيضا حديث أبي قتادة أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا وخرجنا معه قال فانصرف من أصحابه جماعه فيهم أبو قتادة فقال خذوا ساحل البحر حتى تلقوني قال تأخذوا ساحل البحر فلما انصرفوا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرموا كلهم إلا أبو قتادة فإنه لم يحرم فبينما هم يسيرون إذ رأوا حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا فنزلنا فأكلنا من لحمها فقلنا نأكل من لحم صيد ونحن محرمون فحملنا ما بقي من لحمها فقال هل معكم أحد أمره أو أشار إليه بشئ قالوا لا قال فكلوا ما بقي من لحمها وفى لفظ لهما عن أبي قتادة أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الحديبية قال فأهلوا بعمرة غيري قال فاصطدت حمار وحش فأطعمت أصحابي وهم محرمون ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنبأته أن عندنا من لحمه فقال كلوه وهم محرومون انتهى وفى بعض طرق البخاري قال معكم منه شئ فقلت نعم فناولته العضد فأكلها حتى تعرقها وهو محرم ذكره في الأطعمة في الهبة قاله عبد الحق وفى لفظ لمسلم فقال هل معكم من لحمه شئ قالوا معنا رجله قالوا فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلها وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فأحرم أصحابي ولم أحرم أنا فرأيت حمار وحش فحملت عليه فاصطدته فذكرت شأنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت له أني لم أكن أحرمت وأني إنما اصطدته لك فأمر النبي عليه السلام أصحابه فأكلوا ولم يأكل حين أخبرته أني اصطدته له انتهى ومن طريق عبد الرزاق أخرجه بن ماجة في سننه
(٢٦٧)