والله أعلم حديث آخر رواه النسائي حدثنا محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن سراقة بن جعشم قا يا رسول الله رأيت عمرتنا هذه لعامنا أم للأبد فقال لا بل للأبد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة انتهى وأخرجه بن ماجة عن مسعر عن عبد الملك به قال في الإمام قال شيخنا المنذري هو حديث حسن وأخرجه الدارقطني في سننه عن أبي الزبير عن جابر عن سراقة فذكره قال الدارقطني رواته كلهم ثقات انتهى والمصنف احتج بهذا الحديث للشافعي أن القارن يطوف طوافا واحدا ويسعى سعيا واحدا يعني أن العبادتين تتداخلان وفي حديث جابر الطويل أنه عليه السلام لما طاف وسعى بين الصفا والمروة قال إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى ولجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدى فليحل وليجعلها عمرة فقال سراقة بن جعشم يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد فشبك عليه السلام أصابعه واحدة في الأخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل للأبد أحاديث الباب أخرج البخاري ومسلم عن الليث عن نافع عن بن عمر أنه أراد الحج عام نزل الحجاج بابن الزبير فقيل له إن الناس كائن بينهم قتال وإنا نخاف أن يصدوك فقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا اصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشهدكم أني قد أوجبت عمرة ثم خرج حتى إذا كان بظاهر البيداء قال ما شأن الحج والعمرة إلا واحد أشهدكم أني قد أوجبت حجا مع عمرتي وأهدي هديا اشتراه بقديد فلم ينحر ولم يحل من شئ حرم منه ولم يحلق ولم يقصر حتى كان يوم النحر فنحر وحلق ورأي أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول وقال بن عمر كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى حديث آخر أخرجاه في الصحيحين أيضا عن الزهري عن عروة عن عائشة
(٢٠٦)