ذو الحليفة انتهى كلامه قوله والمقصود بما روى نفى قول أهل الجاهلية إن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور قلت يعني بما روى الشافعي من حديث القران رخصة وقول الجاهلية تقدم عند البخاري ومسلم عن طاوس عن بن عباس قال كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفرا ويقولون إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر فقد حلت العمرة لمن اعتمر فقدم النبي عليه السلام صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم فقالوا يا رسول الله أي الحل قال الحل كله انتهى ورجح الحازمي في كتاب الناسخ والمنسوخ أنه عليه السلام كان مفردا بوجهين أحدهما حديث جابر الطويل قال فإنه أحسن سياقا وأبلغ استقصاء وغيره لم يضبط ضبطه والثاني أن أحد الروايتين كان أقرب مكانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أنسا روى أنه عليه السلام قرن وابن عمر روى أنه أفرد وقال في حديثه كنت تحت جران ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعابها بين كتفي فحديثه أولى بالتقديم وقال بن سعد في الطبقات في باب حجة الوداع وقد اختلف علينا فيما أهل به النبي عليه السلام فأهل المدينة يقولون إنه أهل بالحج مفردا وفي رواية غيرهم أنه قرن مع حجه عمرة وقال بعضهم دخل مكة متمتعا بعمرة ثم أضاف إليها حجة وفي كل رواية انتهى الحديث الثالث قال عليه السلام دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة
(٢٠٤)