بصيرته وهو الأثر الذي ذكر الله أي في كتابه وأدخل اللام على ران وهو فعل إما لقصد حكاية اللفظ وإجرائه مجرى الاسم وإما لتنزيله منزلة المصدر كلا تطفئ نور قلبه فتعمي الأثر المستقنح المستعلي الران بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال الحافظ ابن كثير أي ليس الأمر كما زعموا ولا كما قالوا إن هذا القرآن أساطير الأولين بل هو كلام الله ووحيه وتنزيله على رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الران الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا والرين يعتري قلوب الكافرين والغيم للأبرار والغين للمقربين انتهى قلت أصل الران والرين الغشاوة وهو كالصدء على الشئ الصقيل قال الطيبي الران والرين سواء كالعاب والعيب والآية في الكفار إلا أن المؤمن بارتكاب الذنب يشبههم في اسوداد القلب ويزداد ذلك بازدياد الذنب قال ابن الملك هذه الآية مذكورة في حق الكفار لكن ذكرها صلى الله عليه وسلم تخويفا للمؤمنين كي يحترزوا عن كثرة الذنب كيلا تسود قلوبهم كما اسودت قلوب الكفار ولذا قيل المعاصي بريد الكفر قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم قوله (عن أيوب) بن أبي تميمة السختياني يقومون في الرشح بفتحتين أي في العرق وتقدم شئ من الكلام على هذا الحديث في أوائل صفة القيامة قوله (حدثنا عيسى بن يونس) السبيعي الكوفي (عن ابن عون) هو عبد الله ابن عون بن أرطبان قوله إلى أنصاف أذنيه هو من إضافة الجمع إلى الجمع حقيقة ومعنى لأن لكل واحد أذنين قاله العيني قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والشيخان قوله (وفيه عن أبي هريرة) أي وفي معنى حديث ابن عمر المذكور حديث أبي هريرة وهو ما أخرجه الشيخان عنه
(١٧٩)