أرنا برهانه فجاء بهم إلى الفرات فنادى هناس هناس (1) فأجابه الجري لبيك فقال له أمير المؤمنين عليه السلام من أنت؟ فقال ممن عرض عليه ولايتك فأبى ومسخ وإن فيمن معك لمن يمسخ كما مسخنا ويصير كما صرنا فقال أمير المؤمنين عليه السلام بين قصتك ليسمع من حضر فيعلم فقال نعم كنا أربعة وعشرين قبيلة من بني إسرائيل وكنا قد تمردنا وعصينا وعرضت ولايتك علينا فأبينا وفارقنا البلاد واستعملنا الفساد فجاءنا آت أنت والله أعلم به منا فصرخ فينا صرخة فجمعنا جمعا واحدا وكنا متفرقين في البراري وجمعنا لصرخته ثم صاح صيحة أخرى وقال كونوا مسوخا بقدرة الله فمسخنا أجناسا مختلفة ثم قال أيها القفار كونوا أنهارا تسكنك هذه المسوخ واتصلي ببحار الأرض حتى لا يبقى ماء الا وفيه هذه المسوخ فصرنا مسوخا كما ترى.
716 (34) تفسير العياشي 34 ج 2 - عن الأصبغ عن علي عليه السلام قال أمتان مسختا من بني إسرائيل فأما الذي أخذت البحر فهي الجراري وأما الذي أخذت البر فهي الضباب.
717 (35) تفسير العياشي 35 ج 2 - عن هارون بن عبيد (2) رفعه إلى أحدهم قال جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا له يا أمير المؤمنين ان هذه الجراري تباع في أسواقنا قال فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال قوموا لأريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها فقال له أمير المؤمنين من أنت الويل لك ولقومك فقالت نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول الله في كتابه (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) الآية فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البر وبعضنا في البحر فأما الذين في البحر فنحن الجراري وأما الذين في البر فالضب واليربوع قال ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلام الينا فقال أسمعتم مقالتها؟ قلنا اللهم نعم