لما خصه الله جل جلاله من تركتي على سائر ورثتي فإن له في هذه الرسالة على ما يدل المصحف الشريف عليه من معرفة صاحب الجلالة والمؤيد بالرسالة وما يريد منه وله السعادة الباهرة وحفظ النعم الباطنة والظاهرة وأخصه في هذا الكتاب بما يكون كالسيف الذي يدفع به أعداء مولاه الذين يريدون أن يشغلوه عن رضاه وبما يكون كالخاتم الذي يختم به على أفواه قدرة الناطقين بالشواغل عن معاده ويختم به على جوارحه أن تسعى في غير مراده وبما يكون منها كالخلع التي خلعها الله جل جلاله على مهجتي ليسلمني بها من الحر والبرد ويصون بها ضرورتي فأوثره من الخلع الشريفة والملابس المنيفة التي خلعها الله جل جلاله على الألباب وجعلها جننا ودروعا واقية من العذاب والعار وجعل منها ألوية للملوك الركاب إلى دوام نعيم دار الثواب ومن خلع السرائر والخواطر والقلوب ما يبقى جمالها عليه مع فناء كل ملبس مسلوب.
الفصل الثاني عشر: ووجدت أولادي الذكور قد وفر الله جل جلاله نصيبهم من تركتي على البنات فوفرت نصيبهم من ذخائر السعادات والعنايات.
الفصل الثالث عشر: وقد سميته كتاب (كشف المحجة لثمرة المهجة) وإن شئت فسمه كتاب إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد، وإن شئت فسمه كتاب كشف المحجة بأكف الحجة، وسوف أرتبه بالله جل جلاله في فصول بحسب ما يجريه على عقلي وقلبي ولساني وقلمي واهب العقول فأقول مستمليا من فائض بحور علمه جل جلاله لذاته الزاخرة الباهرة ما أرجو به لي ولأولادي ولغيرهم من سعادة الدنيا والآخرة.