بالحائط، ولم تكن هذه البشارة مما يفوت وقته بالتأخير إلى حضور الصلاة واجتماع الناس أو رجوعه (ع) عن الحائط وكيف جعل النعلين علامة " لصدق أبي هريرة مع أنه يتوقف على العلم بأنهما نعلا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد جاز أن لا يعلم ذلك من يلقاه أبو - هريرة فيبشره وإذا كان ممن يظن الكذب بأبي هريرة أمكن أن يظن أنه سرق نعلي رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يعتمد على قوله (إلى آخر ما قال في الطعن على الخبر فمن أراده فليطلبه من هناك) ومن أراد ملاحظة الحديث في شرح ابن الحديد فليراجع أوائل الجزء الثاني عشر فإن هذا الجزء بأسره في ترجمة عمر لأن الجزء مصدر بكلام لأمير المؤمنين علي عليه السلام وهو " لله بلاد فلأن فقد قوم الأود وداوى العمد وأقام السنة وخلف الفتنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدى بها الضال ولا يستيقن المهتدي " والجزء الثاني عشر بتمامه شرح الكلام وذلك أن ابن أبي الحديد صرح بأنه وجد تصريح الرضي جامع نهج البلاغة بأن المراد بالموصوف في الكلام عمر بن الخطاب فجعل الجزء في شرحه وخاض في ترجمة هذا الخليفة بما في وسعه فصار الجزء ترجمة له فمن أراد ترجمته بأحسن وجه فليراجع هناك والحديث المشار إليه في أوائل الجزء (أنظر ص 108 من المجلد الثالث من الشرح من طبعة مصر سنة 1329).
أقول: قد أشرنا في أول البحث عن ترجمة أبي هريرة إلى إنا نكتفي بما ذكره ابن أبي الحديد والمحدث القمي فلنكتف به إلا إنا نشير إلى شئ مما ذكره العالم الجليل الحاج الشيخ عبد الله المامغاني (ره) في تنقيح المقال فإنه أيضا خاض في ترجمة الرجل وقال بعد أن عنون الرجل في حرف العين بعنوان " عبد الله أبو هريرة الدوسي " ونقل شيئا " من كلمات علماء الرجال في حقه ما نصه (ج 2 ص 165 من المجلد الثاني):
" وبالجملة فالاعتماد على روايته خطأ وكيف يمكن الاعتماد على رواية من هو المشهور بالكذب على الله تعالى ورسوله عند أصحابنا والعامة أما عند أصحابنا