عندي الا كمثل غيم علاء فاستعلى ثم استغلظ فاستوى ثم تمزق فانجلى رويدا فعن قليل ينجلى لكم القسطل وتجنون (فتجدون) ثمر فعلكم مرا وتحصدون غرس أيديكم ذعافا ممزقا (ممقرا) وسما قاتلا وكفى بالله حكيما (حكما) وبرسول الله خصيما وبالقيمة موقفا فلا أبعد الله فيها سواكم ولا اتعس فيها غيركم و السلام على من اتبع الهدى أقول لقد نقل الرضي رضي الله عنه بعض تلك الفقرات في نهج البلاغة في غير هذا الموضع حيث قال في الخطبة الخامس منه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وخاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخلافة قال أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة و عرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح إلى آخر ما نقل فيه فيمكن ان يقال إن ما نقل هناك ملخص مما نفلنا ههنا عن الاحتجاج أو ان يكون كلاما صدر عنه عليه السلام في موضع آخر غير هذا ويحتمل أن تكون كلمة شقوا وأمثالها في هنا بصيغة الماضي ليكون بيان حالهم أم لا أي انهم في زمن الرسول صلى الله عليه وآله ركبوا سفن النجاة فخرجوا من بين الفتن فشبه الفتن بالأمواج لاشتراكهما في اضطراب النفس بهما وكونهما سبب الهلاك كما احتمله المجلسي ره في المجلد الثامن من البحار ص 97 والحيازيم جمع الحيزوم وهو ما استدار بالظهر والبطن أو ضلع الفؤاد وما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر والغليظ من الأرض المرتفع ذكرها الفيروزآبادي في القاموس ولعل المراد هنا صدر السفينة فإنه يشق الماء ويحتمل ان يكون تصحيف المجاذيف جمع المجذاف وهو الذي تحرك به السفينة وينجان أهل الفخر كناية عن اتباع أهل الحق وترك المفاخرة الداعية إلى ترك اتباع الحق وجمع أهل الغدر مجمعهم أي تركوا المفاخرة الواقعة بجميع أهل الغدرة و
(٢٥٥)