فبعد اخذ ما اخذ من ذلك شاء ببصائر الخلق انتخاب محمد و أراهم ان الهداية معه والنور له والإمامة في أهله تقديما لسنة العدل وليكون الاعذار متقدما ثم اخفى الله الخليفة في غيبه وغيبها في مكنون علمه ثم نصب العوالم وبسط الزمان ومزج الماء واثار الزبد وأهاج الدخان فطفى عرشه على الماء وسطح الأرض على ظهر الماء ثم استجابهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة ثم انشاء الملائكة من أنوار قد ابتدعها وأنوار اخترعها وقرن بتوحيده نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وآله فشهرت نبوته في السماء قبل بعثته في الأرض فلما خلق الله آدم ابان له فضله للملائكة واراهم ما خصه به من سابق العلم من حيث عرفهم عند استنباءه إياه أسماء الأشياء فجعل الله آدم محرابا وكعبة وقبلة اسجد إليها الأنوار والروحانيين والأبرار ثم نبه آدم على مستودعه وكشف له خطر ما أئتمنه على أن سماه إماما
(٢٢٩)