قال فحط الله أجنحة الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر الله و تمردوا فكانوا لا يقدرون على الطيران إلى السماء والى ملاقاة الملائكة لما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي قال وكانت الطائفة المطيعة لأمر الله من الجن تطير إلى السماء الليل والنهار على ما كانت عليه وكان إبليس واسمه الحرث يظهر للملائكة انه من الطائفة المطيعة ثم خلق الله خلقا على خلاف خلق الملائكة وعلى خلاف خلق الجن وعلى خلاف خلق النسناس يدبون كما يدب الهوام في الأرض يأكلون ويشربون كما تأكل الانعام من مراعى الأرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث لم يجعل الله فيهم شهوة النساء ولا حب الأولاد ولا الحرص ولا طول الأمل ولا لذة عيش لا يلبسهم الليل ولا يغشاهم النهار ليسوا ببهائم ولا هوام لباسهم ورق الشجر وشربهم من العيون الغزار والأودية الكبار ثم أراد الله ان يفرقهم فرقتين فجعل فرقة خلف مطلع
(٢٣٣)