تبلغ صفاته الألسنة ولا تأخذه نوم ولا سنة لم تره العيون فتخبر عنه برؤيته ولم تهجم عليه العقول فتوهم كنه صفته ولم تدر كيف هو الا بما أخبر عن نفسه ليس لقضائه مرد ولا لقوله مكذب ابتدع الأشياء بغير تفكر ولا معين ولا ظهير و لا وزير فطرها بقدرته وصيرها إلى مشيته وصاغ أشباحها وبرء أرواحها واستنبط أجناسها خلقا مبروءا مذروءا في أقطار السماوات والأرضين لم يأت بشئ على غير ما أراد ان يأتي عليه ليرى عباده آيات جلاله وآلائه فسبحانه لا اله الا هو الواحد القهار وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما اللهم فمن جهل فضل محمد صلى الله عليه وآله فانى مقر بأنك ما سطحت أرضا ولا برأت خلقا حتى أحكمت خلقه من نور سبقت به السلالة وأنشأت له آدم جرما فأودعته منه قرارا مكينا ومستودعا مأمونا إلى آخر الخطبة الطويلة
(٢٢٧)