وذهب الأوزاعي إلى أن النوم لا ينقض الوضوء كيف كان. وهو قول صحيح عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وعن ابن عمر وعن مكحول وعبيدة السلماني نذكر بعض ذلك باسناده لان الحاضرين من خصومنا لا يعرفونه ولقد ادعى بعضهم الاجماع على خلافه جهلا وجرأة * حدثنا محمد بن سعيد بن نبات ثنا أحمد بن عون الله ثنا قاسم بن أصبغ ثنا محمد بن السلام الخشني ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون (1) الصلاة فيضعون جنوبهم فمنهم من ينام ثم يقومون إلى الصلاة) * حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن حبيب الحارثي ثنا خالد - هو ابن الحارث - ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يقول: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤن) فقلت لقتادة: سمعته من أنس؟ قال إي والله (2) * قال أبو محمد: لو جاز القطع بالاجماع فيما لا يتيقن أنه لم يشذ عنه أحد لكان هذا يجب أن يقطع فيه بأنه إجماع لا لتلك الأكاذيب التي لا يبالي من لا دين له باطلاق دعوى الاجماع فيها * وذهب داود بن علي إلى أن النوم لا ينقض الوضوء إلا نوم المضطجع فقط وهو قول روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن ابن عباس، ولم يصح عنهما، وعن ابن عمر، صح عنه وصح عن إبراهيم النخعي وعن عطاء والليث وسفيان الثوري والحسن بن حي * وذهب أبو حنيفة إلى أنه لا ينقض النوم الوضوء إلا أن يضطجع أو يتكئ أو
(٢٢٤)