اليدين عند التكبير، (اللهم) أطوف (إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء) أي تماما (بعهدك) وهو الميثاق الذي أخذه الله تعالى علينا بامتثال أمره واجتناب نهيه، (واتباعا لسنة نبيك محمد (ص)) اتباعا للسلف والخلف.
وإيمانا وما بعده مفعول لأجله، والتقدير: أفعله إيمانا بك إلخ.
فائدة: قال بعض العلماء: لما خلق الله تعالى آدم استخرج ذريته من صلبه، وقال: * (ألست بربكم قالوا بلى) *، فأمر أن يكتب بذلك عهد ويدرج في الحجر الأسود. (وليقل) ندبا (قبالة الباب) بضم القاف، أي في الجهة التي تقابله:
(اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والامن أمنك، وهذا مقام العائذ بك من النار) هذا الدعاء من زوائد المنهاج، وأصله على الروضة وأصلها، وقد ذكره الشيخ أبو محمد الجويني، وقال: يشير إلى مقام إبراهيم (ص).
وهذا هو المعتمد كما جزم به في الأنوار وشيخنا في شرح الروض. وقال ابن الصلاح: يعني بالعائذ نفسه، أي: هذا الملتجئ المستعيذ بك من النار. والقول بأنه يشير به إلى مقام إبراهيم وأن العائذ هو إبراهيم (ص) غلط فاحش وقع لبعض عوام مكة. وعند الانتهاء إلى الركن العراقي: اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في الأهل والمال والولد. وعند الانتهاء إلى تحت الميزاب: اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، واسقني بكأس نبيك محمد (ص) شرابا هنيئا لا أظمأ بعده يا ذا الجلال والاكرام. وبين الركن الشامي واليماني: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا وعملا مقبولا وتجارة لن تبور، يا عزيز يا غفور أي واجعل ذنبي ذنبا مغفورا، وقس به الباقي. والمناسب للمعتمر أن يقول: عمرة مبرورة، ويحتمل استحباب التعبير بالحج مراعاة للخبر ويقصد المعنى اللغوي وهو القصد، نبه عليه الأسنوي في الدعاء الآتي في الرمل. ومحل الدعاء بهذا إذا كان في ضمن حج أو عمرة وإلا فيدعو بما أحب. (وبين اليمانيين: اللهم) وفي المجموع: ربنا (آتنا في الدنيا حسنة) قيل:
هي المرأة الصالحة، وقيل: العلم وقيل غير ذلك. (وفي الآخرة حسنة) قيل: هي الجنة، وقيل: العفو، وقيل غير ذلك.
(وقنا عذاب النار) قال الشافعي رضي الله تعالى عنه: وهذا أحب ما يقال في الطواف إلي، وأحب أن يقال في كله، أي الطواف. (وليدع بما شاء) في جميع طوافه، فهو سنة، مأثورا كان أو غيره، وإن كان المأثور أفضل كما قال. (ومأثور الدعاء) بالمثلثة، أي المنقول، من الدعاء في الطواف، (أفضل) من غيره، و (من القراءة فيه) للاتباع، (وهو أفضل من غير مأثوره) لأن الموضع موضع ذكر، والقرآن أفضل الذكر كما نقله الشيخ أبو حامد عن النص، وفي الحديث: يقول الرب سبحانه وتعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على سائر خلقه رواه الترمذي وحسنه. ويسن الاسرار بالذكر والقراءة لأنه أجمع للخشوع، ويراعى ذلك أيضا في كل طوفة اغتناما للثواب، وهو في الأولى، ثم في الأوتار آكد.
(و) رابعها: (أن يرمل) الذكر الماشي ولو صبيا، (في الأشواط الثلاثة الأولى) كلها مستوعبا به البيت، لا كما يفهمه كلامه من الاكتفاء بالرمل في بعضها. والمختار كما في المجموع أنه لا يكره تسمية الطواف بالأشواط، وقيس به الرمل.
(بأن يسرع) الطائف (مشيه مقاربا خطاه) لا عدو فيه ولا وثب، (ويمشي في الباقي) من طوافه على هينته، لما روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: قال كان رسول الله (ص): إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا، وروى مسلم عنه قال: رمل النبي (ص) من الحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى