عليه عائشة، وأنه قال: عمرة في رمضان تعدل حجة وفي رواية لها: حجة معي. وروي أنه اعتمر في رمضان وفي شوال، فدلت السنة على عدم التأقيت. وقد يمتنع الاحرام بها في أوقات: منها ما لو كان محرما بعمرة كما تقدم، ومنها ما لو كان محرما بحج فإن العمرة لا تدخل على الحج، ومنها ما إذا أحرم بها قبل نفره لاشتغاله بالرمي والمبيت، فهو عاجز عن التشاغل بعملها. قال الجويني: وليس لنا مسلم مكلف حلال ولا ينعقد إحرامه بالعمرة إلا هذا، واعترضه المصنف بأنه لو أحرم بها وهو مجامع لا تنعقد على الصحيح. ويؤخذ من هذا امتناع حجتين في عام واحد، وهو إجماع كما نقله القاضي أبو الطيب. وقد يؤخذ منه أيضا صحة إحرامه بالعمرة إذا قصد ترك الرمي والمبيت، وليس كذلك. أما إحرامه بها بعد نفره فصحيح وإن كان وقت الرمي بعد النفر الأول باقيا، لأن بالنفر خرج من الحج وصار كما لو مضى وقت الرمي، نقله القاضي أبو الطيب عن نص الام، وقال في المجموع: لا خلاف فيه. ويسن الاكثار منها ولو في العام الواحد، فلا تكره في وقت ولا يكره تكرارها، فقد أعمر (ص) عائشة في عام مرتين، واعتمرت في عام مرتين بعد وفاته، وفي رواية: ثلاث عمر.
قال في الكفاية: وفعلها في يوم عرفة ويوم النحر ليس بفاضل كفضله في غيرهما، لأن الأفضل فعل الحج فيهما. وحكى الطبري ثلاثة أوجه في الطواف والاعتمار أيهما أفضل، ثالثها: إن استغرق زمن الاعتمار بالطواف فالطواف أفضل وإلا فالاعتمار. ثم شرع في المكاني فقال: (والميقات المكاني للحج) ولو بقران، (في حق من بمكة) من أهلها وغيرهم، (نفس مكة) للخبر الآتي. (وقيل كل الحرم) لأن مكة وسائر الحرم في الحرمة سواء، فلو أحرم بعد فراقه بنيان مكة ولم يرجع إلى مكة إلا بعد الوقوف كان مسيئا على الوجه الأول دون الثاني. (وأما غيره) وهو من لم يكن بمكة إذا أراد الحج أخذا مما يأتي.
(فميقات المتوجه من المدينة ذو الحليفة) تصغير الحلفة بفتح المهملة، واحد الحلفاء، مثل قصبة وقصباء، وهو النبات المعروف.
قال الشيخان: وهو على نحو عشر مراحل من مكة، فهي أبعد المواقيت من مكة. وقال الغزالي: وهو على ستة أميال من المدينة، وصححه في المجموع وغيره. وقيل: سبعة. قال في المهمات: والصواب المعروف المشاهد أنها على ثلاثة أميال أو تزيد قليلا، وهو المعروف الآن بأبيار علي رضي الله تعالى عنه. والأفضل كما قال السبكي لمن هذا ميقاته أن يحرم من المسجد الذي أحرم منه (ص). (و) المتوجه (من الشام) بالهمز والقصر ويجوز ترك الهمز، والمد مع فتح الشين ضعيف، وأوله كما في صحيح ابن حبان نابلس وآخره العريش. وقال غيره: وحده طولا من العريش إلى الفرات، وعرضا من جبل طئ من نحو القبلة إلى بحر الروم، وما سامت ذلك من البلاد، وهو مذكر على المشهور. (و) من (مصر) وهي المدينة المعروفة تذكر وتؤنث وتصرف ولا تصرف وهو الفصيح، وحدها طولا من برقة التي في جنوب البحر الرومي إلى أيلة، ومسافة ذلك قريب من أربعين يوما، وعرضه من مدينة أسوان وما سامتها من الصعيد الاعلى إلى رشيد وما حاذاها من مساقط النيل في البحر الرومي، ومسافة ذلك قريب من ثلاثين يوما. سميت باسم من سكنها أولا، وهو مصر بن قيصر بن سام بن نوح. (و) من (المغرب الجحفة) وهي قرية كبيرة بين مكة والمدينة. قال في المجموع: على نحو ثلاث مراحل من مكة. وقال الرافعي: على خمسين فرسخا من مكة. وبينهما تفاوت بعيد، والمعروف المشاهد ما قاله الرافعي. سميت بذلك لأن السيل نزل عليها فأجحفها، وهي الآن خراب، ويقال لها مهيعة بوزن مرتبة، ومهيعة بوزن معيشة. (ومن تهامة اليمن) بكسر التاء، اسم لكل من نزل عن نجد من بلاد الحجاز، واليمن إقليم معروف. (يلملم) ويقال له ألملم، وهو أصله قلبت الهمزة ياء، ويرمرم براءين، وهو موضع على مرحلتين من مكة. (ومن نجد اليمن ونجد الحجاز قرن) بسكون الراء، ويقال له قرن المنازل وقرن الثعالب، وهو جبل على مرحلتين من مكة، ووهم الجوهري في تحريك الراء وفي قوله إن أويسا القرني منسوب إليه، وإنما هو